«الخليج»- وكالات
مع استمرار الحرب في أوكرانيا والعمليات القتالية على كل المحاور، ومع اقتراب فصل الشتاء القارس، يلوح في الأفق مجدداً شبح استهداف الصواريخ الروسية المكثف لشبكات الطاقة الأوكرانية، بعد حملة قصف روسية طالتها العام الماضي، دمّرت أو عطلت فيها نحو نصف قدرة الطاقة الأوكرانية، واضطر الناس إلى تحمل ساعات دون كهرباء، خلال الأشهر الأكثر برودة، فيما وصفه المسؤولون الأوكرانيون ب«رعب الطاقة».. فهل استعدت أوكرانيا للشتاء القادم؟
أكد وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو، في وقت متأخر السبت، أن أوكرانيا سيكون لديها ما يكفي من موارد الطاقة لتجاوز فصل الشتاء المقبل لكن التصاعد المتوقع في الهجمات الروسية قد يعطل شبكات الإمداد.
وقال جالوشينكو للتلفزيون العام الأوكراني «لدينا ما يكفي من موارد الطاقة، وفي هذا الصدد نشعر بالاطمئنان… السؤال هو إلى أي مدى يمكن أن تؤثر الهجمات المستقبلية على الإمدادات».
وقالت كييف يوم الأربعاء إن روسيا هاجمت البنية التحتية الأوكرانية 60 مرة في الأسابيع القليلة الماضية، ما أثار مخاوف من أن موسكو ربما تكون قد بدأت بالفعل في استهداف شبكة الكهرباء لشتاء ثان على التوالي في الحرب.
وفي الشتاء الماضي، ضربت آلاف الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية البنية التحتية للطاقة، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير.
وقال جالوشينكو إن أوكرانيا تتوقع أن تستأنف روسيا الهجمات الكبيرة بطائرات مسيرة وصواريخ على البنية التحتية للطاقة بمجرد انخفاض درجات الحرارة وبقائها تحت الصفر.
وقال جالوشينكو «درجة الحرارة المنخفضة تزيد الضرر بالطبع، أي درجة حرارة أقل من الصفر تزيد المخاطر بالفعل».
- اكتساب الخبرة
واكتسب الأوكرانيون الخبرة عقب حملة القصف الروسية الضخمة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا خلال شتاء 2022 – 2023.
ويترقب السكان ويجهّزون أنفسهم بأسطوانات الغاز والمولدات، إذ يحشد السكان، وفق «لوموند»، جهودهم لإنقاذ اقتصادهم والاستعداد لمواجهة البرد. قامت المتاجر الكبرى في ضواحي كييف بملء رفوفها بأنواع مختلفة من المولّدات.
حدّد السكان الذين تعلّموا بالخبرة، مراكز التسوق والأماكن التي يمكنهم الذهاب إليها للاستفادة من الكهرباء والاتصال بالإنترنت، في حال انقطاع التيار الكهربائي.
أصابت هذه الضربات الضخمة السكان الأوكرانيين بصدمة نفسية، حيث اضطروا للتكيف بين عشية وضحاها مع انقطاع التيار الكهربائي، بفعل الأعطال الناجمة عن القصف، أو بدواعي تقنين السلطات للتغذية الكهربائية من أجل تخفيف الضغط على الشبكة، بحسب تقارير غربية.
«تستعدّ أوكرانيا بنشاط لموسم التدفئة المقبل»، وفق موقع «مؤتمر العالم الأوكراني»، الدولي المهتم بالقضايا الأوكرانية. وتدرك كييف أن موسكو ستواصل ضرب البنية التحتية للطاقة، خصوصاً مع بداية فصل الشتاء.
وبدأت السلطات الأوكرانية، هذا العام، مع نهاية الصيف، تهيئة السكان لاحتمال حلول شتاء جديد في ظل الضربات الروسية.
ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في كييف وأماكن أخرى في الأسبوع المقبل.
- أنظمة دفاع جوي جديدة
ومن جانبه أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أن بلاده نشرت أنظمة دفاع جوي جديدة زوّدها بها حلفاؤها الغربيون، تحسباً لموجة جديدة من الهجمات الروسية على بنيتها التحتية للطاقة هذا الشتاء، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال زيلينسكي، في رسالة نُشرت على الإنترنت، «تلقيت تأكيداً أمس بتسلم ذخيرة ومواد ومعدات».
وأضاف: «تم وضع أنظمة (ناسامس)، التي زودنا بها شركاؤنا في الخدمة. وهذا تعزيز في الوقت المناسب لدفاعنا المضاد للطائرات قبل الشتاء».
تمتلك أوكرانيا، بشكل خاص، أنظمة دفاع جوي من طراز «باتريوت» أمريكية الصنع، وما يعادلها من طراز «سامب/تي» الفرنسي -الإيطالي، وأنظمة «إيريس – تي» المضادة للطائرات، ومدرعات مضادة للطائرات ألمانية الصنع من طراز «غيبارد»، ولكن بكميات غير كافية لتغطية مساحة أكبر من فرنسا.
وتنفذ روسيا ضرباتها بكامل ترسانتها من صواريخ «كروز» وصواريخ بالستية، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المسيّرات.
- منشآت الطاقة في مرمى الروس
وتوقع يوري إهنات المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، في وقت سابق أن القوات الجوية الأوكرانية تتوقع عدداً قياسياً من الهجمات الروسية بطائرات مسيرة على الأراضي الأوكرانية هذا الشتاء بينما تستعد كييف لشتاء ثان من القصف على نطاق واسع لمنشآت الطاقة لديها.
وأضاف إهنات أن بيانات شهر سبتمبر أظهرت أن استخدام روسيا طائرات مسيرة من طراز (شاهد) التي صممتها إيران سيتجاوز رقم العام الماضي.
وقال في مقابلة مع التلفزيون الوطني «هذا الخريف والشتاء، يسجل بالفعل رقماً قياسياً من حيث عدد طائرات شاهد المسيرة. أكثر من 500 (جرى استخدامها) في سبتمبر».
وقارن هذا الرقم بحملة الضربات الجوية الروسية على أوكرانيا في الشتاء الماضي، وقال إنه جرى استخدام حوالي 1000 طائرة مسيرة من طراز شاهد في ستة أشهر.
وألحقت الهجمات على منشآت الطاقة في الشتاء الماضي أضراراً بقطاع كبير من شبكة الطاقة في أوكرانيا وأجبرت معظم المدن على تقنين استخدام الكهرباء والماء الساخن.
وعلى الرغم من تعزيز أوكرانيا دفاعاتها الجوية، حذر مسؤولون من خطر تكرار ذلك الأمر هذا الشتاء إذ لا تزال إعادة بناء شبكة الكهرباء أمراً صعباً بعد حملة القصف الأخيرة.





