شهدت الجبهة بين الجيش الإسرائيلي، و«حزب الله»، أمس الأحد، أكثر الأيام سخونة منذ اندلاع المواجهات بين الطرفين غداة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واعترفت تل أبيب بإصابة 23 إسرائيلياً بجروح، بعضها خطر للغاية، وأفادت وسائل إعلام عبرية عن سماع دوي انفجارات في حيفا وعكا، بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، في وقت ترجح فيه تقديرات في تل أبيب، أن نسق المواجهات على الجبهة الشمالية ينذر بحرب واسعة، قد تكون متعددة الجبهات.
ولم يستطع الجيش الإسرائيلي التكتم على خسائره، وأكد إصابة 13 من جنوده، و10 أشخاص آخرين في هجمات مختلفة، وسط تأكيدات على أن هجمات أمس، كانت مختلفة عن السابق، كماً ونوعاً. وحتى مساء أمس الأحد، نفذ «حزب الله» عشر عمليات ضد أهداف إسرائيلية، بالتوازي مع استئناف «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، عملياتها في لبنان أيضاً، باستهداف نهاريا وشلومي.
ووقعت 10 إصابات من جراء شظايا اعتراض رشقة صاروخية أطلقتها «كتائب القسام» عصر أمس. وقال الإسعاف الإسرائيلي إن بعض الإصابات كانت في الرأس. وأصيب سبعة جنود بجروح طفيفة بهجوم بقذائف الهاون على موقع المنارة العسكري، وفق ما أعلن متحدث باسم الجيش. أما الإصابات الأخطر فكانت في استهداف موقع دوفيف العسكري، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن ستة مدنيين أصيبوا، خمسة منهم في حالة حرجة، عندما استهدفتهم قذيفة مضادة للدروع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق 15 قذيفة صاروخية من لبنان، وكتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على حسابه عبر منصة «إكس» مساء أمس الأحد، «متابعة الإنذارات في منطقة الشمال، تم رصد إطلاق نحو 15 قذيفة من لبنان نحو إسرائيل، حيث اعترضت الدفاعات الجوية أربعة منها»، ولم يكشف مكان سقوط 11 قذيفة أخرى.
ووسّع الجيش الإسرائيلي من وتيرة القصف على المناطق الجنوبية للبنان. وفجر أمس الأحد، ردّت إسرائيل على هجوم باتجاه الجولان، بقصف «بنى تحتية» في الأراضي السورية، في وقت أعلنت فيه جماعة مسلحة عراقية استهداف مدينة إيلات الإسرائيلية ب«الأسلحة المناسبة»، مؤكدة «استمرارها في دكّ إسرائيل».
في الأثناء، ذكرت صحيفة «معاريف»، أمس الأحد، أن الجيش الإسرائيلي يستعد إلى «رد كبير» موجه ضد «حزب الله» على خلفية التصعيد في هجماته، فيما أشار تقرير صحفي إلى «تقديرات إسرائيلية بأن حرباً واسعة النطاق قد تنشب ضد «حزب الله»، على الجبهة الشمالية».
وخلال الفترة الماضية، تباينت التقديرات الإسرائيلية بشأن احتمال نشوب حرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني. وكانت العديد من التقديرات تشير إلى أن إسرائيل تفضّل عدم فتح جبهة حرب إضافية، والتركيز في حربها على قطاع غزة. ويبدو أن التقديرات التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس، تشير إلى تغير في قراءة تل أبيب لعمليات «حزب الله» في المناطق الحدودية، بحيث صارت تعتبرها تصعيداً مقصوداً وتدريجياً من جانب الحزب.
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن التقديرات في تل أبيب باتت تشير إلى أن «الحرب قد تتسع شمالاً ضد حزب الله»، وأضافت أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستواصل الاستعداد وتبقي على حالة الجاهزية القصوى لحرب متعددة الجبهات.
(وكالات)