تصاعد القصف المتبادل في جنوب لبنان بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و«حزب الله» وفصائل فلسطينية من جهة ثانية، وسط إشارات ميدانية إلى أن نطاق الصراع يتسع، بينما قتل إسرائيلي ولبنانيان وعنصر من «حزب الله»، في حين حثت واشنطن تل أبيب على عدم التصعيد مع «حزب الله»، وسط قلق أمريكي من احتمال الانجرار إلى صراع أوسع يقود إلى حرب إقليمية.
وقُتل إسرائيلي متأثراً بجروحه بعد إطلاق مسلحين من لبنان صاروخاً مضادّاً للدبابات على مستوطنة «دوفيف» قرب الحدود اللبنانية، وأسفر عن إصابة 6 إسرائيليين بجروح. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن القتيل موظف في شركة الكهرباء الإسرائيلية.
وأمس الاثنين، أكد الناطق العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري سقوط صاروخ مضاد للدروع في منطقة نطوعا، وإصابة شخصين. وقالت الإذاعة العبرية إن 18 قذيفة أطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة عرب العرامشة بالجليل الأعلى، حيث دوت صفارات الإنذار، وطالب الجيش سكان البلدات القريبة من الحدود التزام الملاجئ حتى إشعار آخر. كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إطلاق قذائف هاون وتبادل لإطلاق النار في منطقة مرغليوت بالقطاع الشرقي للحدود مع لبنان.
من جهته، أعلن «حزب الله» اللبناني مقتل أحد عناصره في مواجهات مع جيش الاحتلال، على حدود لبنان الجنوبية، ما يرفع حصيلة قتلاه إلى 74 منذ 8 أكتوبر الماضي.
وقال الحزب في بيان إن مقاتليه استهدفوا موقع الرمثا (العسكري الإسرائيلي) في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيه إصابات مباشرة، وذلك بعدما استهدف موقع الراهب الإسرائيلي (مقابل بلدة عيتا الشعب اللبنانية) بالأسلحة المناسبة.
في الأثناء، استهدف الجيش الإسرائيلي، أمس، فرقاً إعلامية في بلدة يارون الحدودية، جنوبي لبنان، بعدد من القذائف الصاروخية، ما أدى إلى إصابة مصور صحفي بجروح طفيفة. وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأنه جرى الطُلب من الإعلاميين، الذين حضروا لتغطية التطورات الميدانية في القطاع الغربي، «بالابتعاد عن المنطقة خوفاً من توسع القصف المعادي».
وفي وقت سابق أمس، أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية مقتل شخصين وإصابة آخرين، في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة عيناثا التابعة لقضاء بنت جبيل جنوب لبنان. كما أفادت بأن قصفاً إسرائيليّاً أدى إلى اشتعال النيران في الأحراش المتاخمة للخط الأزرق الأممي، قبالة بلدات الناقورة وعلما الشعب والضهيرة.
وفيما كشفت مصادر سياسية أن قادة الجيش الإسرائيلي أبلغوا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو بأنه لا مفر من توجيه ضربة شديدة ل«حزب الله»، أعرب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، لنظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، في مكالمة هاتفية فجر أمس، عن قلقه من دور الممارسات الإسرائيلية في تصعيد التوترات على الحدود الشمالية مع لبنان. وأوضح موقع «أكسيوس» أن غالانت أبلغ أوستن بأن سياسة إسرائيل تقوم على عدم فتح جبهة ثانية في لبنان، إلى جانب غزة، وأكد أنه لا يعتقد أن هذا السيناريو سيحدث، فيما تقول تقارير أمريكية إن إدارة الرئيس جو بايدن تخشى أن يؤدي تصعيد الاشتباك المسلح بين إسرائيل و«حزب الله» إلى جر الولايات المتحدة، ودول أخرى إلى مزيد من الصراع وإشعال حرب إقليمية أخرى.
(وكالات)