أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة لا تحاول النأي بنفسها عن الصين، بل تريد تحسين العلاقة، عشية لقائه نظيره الصيني، شي جينبينغ، في سان فرانسيسكو. وقال بايدن «لا نحاول الانفصال عن الصين. ما نحاول القيام به هو تغيير العلاقة إلى الأفضل»، مبدياً أمله أن يساعد الاجتماع الطرفين «على العودة إلى مسار طبيعي من التواصل، أي القدرة على رفع سماعة الهاتف وأن يتحدث كل طرف مع الآخر في حال وقوع أزمة». من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، أمس الثلاثاء، أن لقاء الرئيسين، الصيني والأمريكي، اليوم الأربعاء، سيكون «ذا أهمية كبيرة.. وشي يسعى لإضفاء الاستقرار على العلاقات مع الولايات المتحدة».
وقالت ماو نينغ، خلال مؤتمر صحفي: «لقد أعلن الجانب الصيني عن زيارة الرئيس شي جين بينغ، إلى أمريكا، لحضور اجتماع قمة صينية – أمريكية، بدعوة من الرئيس الأمريكي، جو بايدن». وأضافت: «سيجري الرئيسان اتصالات معمقة حول القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية والشاملة والأساسية في تشكيل العلاقات الصينية الأمريكية، والقضايا الرئيسية المتعلقة بالسلام والتنمية في العالم». وغادر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بكين، أمس الثلاثاء، لحضور اجتماع القمة الصينية الأمريكية، والاجتماع ال30 للقادة الاقتصاديين للأبيك في الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة أنباء «شينخوا» الصينية. وعقد اللقاء السابق بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونظيره الصيني، جين بينغ، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، على هامش قمة مجموعة «العشرين»، في جزيرة بالي الإندونيسية. وكان هذا أول اجتماع شخصي للزعماء منذ أن أصبح بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وقال الزعيمان إن «الاجتماع كان بنّاء وصريحاً، واتفقا على الحفاظ على التواصل».
وقال جوزيف ليو، من جامعة نانيانع للتكنولوجيا في سنغافورة: «لا أعتقد أن أحداً يعلّق آمالاً كبيرة على الاجتماع لجهة التوصل إلى نتائج ملموسة». وأضاف: «تكمن أهمية هذا الاجتماع في رمزية أن الزعيمين يرغبان في إعادة الاستقرار إلى العلاقات». ولدى سؤالها عن توقعات بكين المرتبطة بالاجتماع، التزمت الخارجية الصينية الغموض، مكتفية بالإشارة إلى «تواصل معمّق»، و«قضايا كبرى مرتبطة بالسلام في العالم». وقال رئيس «معهد إنتيليسيا» للأبحاث، ومقره غوانتشو تشين دينغدينغ، إن «الصين تولي أهمية كبيرة للجهود الإيجابية الرامية لإضفاء استقرار على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين». بدوره، لفت خبير العلاقات الأمريكية الصينية لدى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، ليو شيانغ، إلى أن بكين ترى تكتيكياً بأن «الأساس في الوقت الحاضر هو إيجاد نقاط تعاون». كما يواجه شي ضغوطاً في الداخل بسبب ضعف الاقتصاد، لكن أيضاً نظراً إلى «الانطباع في أوساط، ولو جزء على الأقل من النخبة في الصين، أن العلاقة الدبلوماسية الأهم بالنسبة للصين.. تدار بشكل سيئ»، وفق ما كتبت أليسيا غارسيا هيريرو، من «ناتيكسيس» في مذكرة. ولفتت أماندا هسياو من مجموعة الأزمات الدولية إلى أنه من وجهة نظر شي، فإن «القدرة على الظهور بمظهر القوي والمسيطر على العلاقات الثنائية الذي يسعى لأوضاع أهدأ، هو أمر مفيد سياسياً». لكن يمكن للعديد من القضايا الشائكة أن تقف في طريق تخفيف التوتر. ومن وجهة نظر بكين، فشلت واشنطن «في تطبيق التوافق الذي توصل إليه الطرفان خلال المحادثات في بالي، ما أدى إلى فترة ركود في العلاقات الأمريكية الصينية هذا العام»، بحسب تشين من «معهد إنتيليسيا».
(وكالات)