صرّح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الأربعاء، في بداية اجتماعه في كاليفورنيا، مع نظيره الصيني شي جين بينغ، بأنه يجب «التأكد من عدم تحول المنافسة إلى نزاع»، بين القوتين العظميين، فيما أشار الزعيم الصيني أيضاً إلى رغبته في الحوار. وقال الرئيس الصيني «لا يمكن لدولتين كبيرتين، مثل الولايات المتحدة والصين، أن تدير كل منهما ظهرها للأخرى»، مضيفاً أن «النزاع والمواجهة لهما عواقب لا تطاق». فيما أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس الأربعاء، في تعليق على اللقاء بين الرئيسين، الأمريكي والصيني، أن مثل هذه اللقاءات تعقد بين زعماء الدول، وأنها حق سيادي لكل دولة. مضيفاً أن «كل اجتماع من هذا النوع يشارك فيه أكبر اقتصادين في العالم يحمل أهمية بالنسبة للجميع». كما تعهّدت الصين والولايات المتحدة، بتعزيز التعاون لمكافحة الاحترار العالمي، ووصفتا أزمة المناخ بأنها «إحدى أكبر التحديات في عصرنا».
وحاول الرئيسان، الأمريكي والصيني، منع تحوّل المنافسة بين القوتين الكبريين إلى نزاع عند لقائهما لأول مرة، منذ عام، في إطار قمة بالغة الأهمية في سان فرانسيسكو. وفي ظل ارتفاع منسوب التوتر حيال مسائل، بينها تايوان والعقوبات والتجارة. وانطلقت أعمال الاجتماع بين الرئيسين بعناية على هامش قمّة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في كاليفورنيا، بمصافحة رسمية، تليها محادثات ثنائية خلف أبواب مغلقة تشمل غداء عمل.
وبادر بايدن (80 عاماً) لمد يد السلام إلى شي (70 عاماً)، عشية المحادثات، مشدداً على أن الولايات المتحدة «لا تحاول فك الارتباط بالصين»، وتسعى لتحسين العلاقة. لكن الرئيس الأمريكي أضاف خلال عشاء لجمع التبرعات عقد لاحقاً، أن الصين تواجه «مشاكل حقيقية» في ظل حكم الزعيم الشيوعي شي، بينما شدد بايدن على أنه «يعيد تأسيس الدور الأمريكي القيادي في العالم». وردّت الصين عبر إشارة الناطقة باسم خارجيتها ماو نينغ، إلى أن جميع الدول تعاني من مشاكل، بما فيها الولايات المتحدة، بينما فضّلت التركيز على نقاط التحاور الإيجابية في القمة. وأفادت بأن «مفتاح إعادة الاستقرار إلى العلاقات الصينية الأمريكية وتحسينها، هو تعاون الجانبين معاً، والشرط الأهم هو الاحترام المتبادل». ولم يلتق الزعيمان شخصياً منذ عقدا محادثات في بالي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وتدهورت العلاقات بعدما أسقطت الولايات المتحدة ما يشتبه في أنه كان منطاداً صينياً لغرض التجسس في فبراير/ شباط هذا العام. وتأتي المحادثات أيضاً على وقع معركة طويلة للتفوق عالمياً، بين الولايات المتحدة والصين التي توسّع هيمنتها. وتعد قضية تايوان من بين الأكثر حساسية، إذ تطالب بكين بالسيادة على الجزيرة الديمقراطية التي تتمتع بحكم ذاتي، ولم تستبعد انتزاعها بالقوة.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك ساليفان «إنها علاقة معقّدة قائمة على المنافسة يمكن بكل سهولة أن تتحول إلى نزاع، أو مواجهة، ما لم تتم إدارتها بشكل جيد». وشهدت الشهور الأخيرة سلسلة تحرّكات دبلوماسية صينية أمريكية، أثمرت عن الإعلان عن حضور شي قبل أقل من أسبوع من موعد انعقاد القمة. ويستبعد صدور أي بيانات بالغة الأهمية، لكن البلدين أشارا إلى مجموعة من المكاسب المحتملة من زيارة شي الأولى إلى الأراضي الأمريكية، منذ استضافه الرئيس السابق دونالد ترامب، عام 2017. وتشمل «الأهداف الرئيسية» لبايدن إعادة تفعيل الخط العسكري الساخن بين البلدين الذي قطعته بكين في 2022. (وكالات)