أعلنت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، خطة مكوَّنة من 10 نقاط تهدف إلى وقف القتل والدمار في قطاع غزة، مطالبةً باتخاذ إجراءات فورية لوقف «المذبحة» في غزة، بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية «مجمع الشفاء الطبي»، فيما عاد موضوع الهدن والممرات الإنسانية وايصال المساعدات إلى قطاع غزة ليتصدر جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، الذي يفترض أن يصوت على مشروع قرار بهذا الصدد، وفق ما ذكر دبلوماسيون في نيويورك، فيما تنصل البيت الأبيض من إعطاء «موافقته» على العملية الإسرائيلية في مستشفى الشفاء.
قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، في بيان، إنه لا يمكن السماح باستمرار القتل والدمار في غزة، وحث أطراف الصراع على احترام القانون الدولي الإنساني والموافقة على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
ووصف غريفيث الخطة بأنها شاملة، لكنه شدَّد على ضرورة الدعم الدولي الواسع لها، داعياً العالم إلى التحرك «قبل فوات الأوان». وأوضح أن الخطة تتضمن تسهيل جهود وكالات الإغاثة لضمان التدفق المستمر والآمن لقوافل المساعدات، وفتح نقاط عبور إضافية لدخول الشاحنات التجارية والمساعدات، والسماح للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى بالحصول على الوقود بكميات كافية. كما تشمل الخطة تمكين المنظمات الإنسانية من إيصال المساعدات في جميع أنحاء غزة دون عائق، والسماح بتوسيع عدد الملاجئ الآمنة للنازحين في المدارس والمرافق العامة الأخرى بأنحاء غزة، وتحسين آلية «الإخطار الإنساني» للمساعدة في تجنيب المدنيين والبنية التحتية المدنية الأعمال العدائية، والسماح بإنشاء مراكز توزيع إغاثة للمدنيين حسب الاحتياجات. ودعا المسؤول الأممي الطرفين وكل من له تأثير فيهما والمجتمع الدولي، إلى «بذل كل ما في وسعهم» لتنفيذ خطته الإنسانية المكونة من عشر نقاط. وطلب منهم تسهيل إيصال المساعدات في جميع أنحاء القطاع، وفتح نقاط عبور إضافية لدخول المساعدات و«الشاحنات التجارية» بما في ذلك معبر كرم أبوسالم والسماح بتسليم الوقود لتمكين نقل المساعدات. كما أعرب عن رغبته بزيادة «الأماكن الآمنة» للنازحين داخل غزة، وخاصة في المدارس، وتحسين نظام الإخطار بشأن المعارك من أجل حماية المدنيين وإنشاء مراكز لتوزيع المساعدات. وأخيراً، دعا إلى تمكين المدنيين من الانتقال إلى مناطق أكثر أماناً، وتمويل الاستجابة الإنسانية البالغة 1.2 مليار دولار، وتطبيق هدنة إنسانية من أجل استئناف تقديم الخدمات والاعمال التجارية الأساسية. وختم بالقول «يجب على العالم أن يتحرك قبل فوات الأوان».
من جهة أخرى، قال دبلوماسيون، أمس الأربعاء، إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرر التصويت على مسودة قرار يدعو إلى فرض هُدَن إنسانية عاجلة وممتدة وفتح ممرات إنسانية في أنحاء قطاع غزة لعدد كاف من الأيام لتمكين وصول المساعدات.
وكانت الأمم المتحدة ومنظمات دولية تابعة لها دانت في وقت سابق، أمس الأربعاء اقتحام الجيش الإسرائيلي، لمستشفى الشفاء، ووصفته بأنه «مروع»، معربة عن قلقها العميق للاقتحام والتوغل البري الإسرائيلي في القطاع. وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ من اقتحام مستشفى الشفاء، وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم إن «التقارير عن التوغل العسكري في مستشفى الشفاء تثير القلق العميق». وأضاف «لقد فقدنا الاتصال مرة أخرى بالعاملين الصحيين في المستشفى. نحن قلقون للغاية على سلامتهم وسلامة مرضاهم». كما دعت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» كاثرين راسل من غزة، إلى «إيقاف هذا الرعب». وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن «قلقها العميق» إزاء عواقب اقتحام الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي، مشيرة إلى أنه «يجب حماية المرضى والطاقم الطبي والمدنيين في جميع الأوقات».
إلى ذلك، أعلن متحدث باسم البيت الابيض، أمس الاربعاء، أن الولايات المتحدة «لم توافق على عمليات (الجيش الإسرائيلي) حول مستشفى الشفاء» في قطاع غزة، لافتاً الى أنها تنتهج السلوك نفسه بالنسبة الى القرارات العسكرية الأخرى التي تتخذها إسرائيل. وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي «كنا دائما واضحين جداً مع شركائنا الإسرائيليين حول أهمية الإقلال من الخسائر المدنية. كنا أيضا واضحين جدا معهم لجهة وجوب التحلي بانتباه خاص حين نتحدث عن المستشفيات». وانتقدت حكومة النرويج الأعمال القتالية قرب المستشفيات في غزة، وخاصة اقتحام الجيش الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي، معتبرة «أنه أمر مبالغ فيه وغير مقبول». (وكالات)