جنيف – أ ف ب
أعلن رؤساء عدد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى الخميس، رفضهم المشاركة في «المناطق الآمنة» في غزة التي أعلنت من قبل طرف واحد من أطراف الصراع.
وقالوا في بيان مشترك: «باعتبارنا القادة في مجال تقديم المساعدة الإنسانية، فإن موقفنا واضح: لن نشارك في إقامة أي مناطق آمنة يجري إنشاؤها في غزة دون موافقة الأطراف كافة عليها».
وبحسب البيان، فإنه «في ظل الظروف السائدة، تنطوي المقترحات التي ترمي إلى إقامة «مناطق آمنة» على خطر إلحاق الأذى بالمدنيين، بما يشمله ذلك من وقوع خسائر كبيرة في الأرواح، ويجب رفضها».
ووقع قرابة 12 من رؤساء وكالات أممية، بينها مفوضية الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إضافة إلى منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وغيرها.
وأكد البيان: «تسببت الأعمال القتالية الضاريةـ وتدمير البنية التحتية المدنية على نطاق واسع في التهجير الجماعي الذي طال المدنيين» وأدت إلى نزوح 1.6 مليون شخص.
وانتقدت الأمم المتحدة دعوات إسرائيل للمدنيين في غزة الى التوجه إلى ما يسمى بـ «مناطق آمنة» في الجنوب، محذرة أن لا مكان آمن في القطاع. وأكدت: «لم يشارك أي من المنظمات الإنسانية التي نمثّلها في التحضير لوصول المهجرين إلى أي «منطقة آمنة» – أو «منطقة إنسانية» – مرتقبة في غزة».
وأكد البيان أنه «دون إتاحة الظروف المناسبة، يمكن أن ينطوي تجميع المدنيين في هذه المناطق في سياق الأعمال القتالية الدائرة على خطر تعرُّضهم للهجوم، وإيقاع المزيد من الأذى بهم».
وبحسب الموقعين فإنه «لا منطقة آمنة تحظى بالأمان حقاً عندما يجري الإعلان عنها من جانب واحد، أو تُفرض من خلال وجود القوات المسلحة». وأكد البيان أن أي حديث حول المناطق الآمنة « يجب ألا يحيد عن الالتزام الذي يملي على الأطراف أن تتوخى العناية الدائمة للحفاظ على حياة المدنيين – أينما كانوا – والوفاء باحتياجاتهم الأساسية».
وأضافوا: «ينبغي أن يتمكن السكان المدنيون في غزة من الحصول على الضرورات الأساسية التي تبقيهم على قيد الحياة، بما فيها الغذاء والمياه والمأوى ومقتضيات النظافة الصحية، والصحة، والمساعدات والأمان».
وتابعوا: «ينبغي أن تملك المنظمات الإنسانية القدرة على الحصول على الوقود بكميات كافية لإيصال المعونات وتقديم الخدمات الأساسية».
وتسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في مقتل أكثر من 11500، بينهم أكثر من أربعة آلاف طفل.