متابعة: علي نجم
وجّه منتخب الإمارات الوطني أنظاره إلى مواجهة القمة التي تجمعه مع نظيره البحرين، يوم الثلاثاء المقبل، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة لتصفيات مونديال 2026.
ويتصدر«الأبيض» المجموعة برصيد 3 نقاط وبفارق هدفين عن منتخب البحرين الفائز على اليمن 2-صفر، لذلك فإن «موقعة المنامة» ستكون حاسمة للصدارة، علماً بأن مباريات الجولة الأولى كشفت أن الإمارات والبحرين هما الأقرب للتأهل إلى الدور الثالث الحاسم الذي يصعد إليه منتخبان من كل مجموعة، وسيكون الصراع بينهما على صدارة المجموعة الثامنة فقط.
كان منتخب الإمارات بدأ مشوار المونديال بنجاح، بعدما حقق فوزاً كبيراً ومستحقاً على نظيره النيبالي برباعية نظيفة، في ليلة عاد بها علي مبخوت إلى مغازلة الشباك دولياً، بعد طول انتظار، بتسجيل ثنائية، رفع بها غلته الدولية إلى 83 هدفاً، ليتجاوز البولندي ليفاندوفسكي الذي كان يتعادل معه بنفس الرصيد.
ولم يكن الفوز على نيبال أمراً صعباً، على منافس وضح منذ يوم القرعة، أنه سيكون المنتخب الأضعف في المجموعة الثامنة.
تشكيلة متوقعة
ولم تشهد تشكيلة «الأبيض» التي زج بها المدير الفني البرتغالي باولو بينتو، الكثير من التغييرات، بل كان الحدث الأهم في إشراك علي مبخوت أساسياً في الليلة الأهم، مع بداية مرحلة التصفيات، وحمل شارة القائد ليترجم الثقة التي حظي بها بتسجيل ثنائية، بعدما عاد للتسجيل وهز الشباك منذ أن توقف عن هذه المهمة دوليا منذ 29 مايو/ أيار 2022 حين هز شباك غامبيا ودياً، على ملعب نادي الوصل.
وتألق مبخوت في التسجيل، فزار الشباك بهدفين، كان الأول من ركلة جزاء احتسبت على عبد الله رمضان، قبل أن يسجل الهدف الثالث للمنتخب، والثاني له شخصياً، بعد تدخل مع المدافعين ليحول برأسه كرة صعبة إلى هدف التعزيز، وليمنح «الأبيض» جرعة كبيرة من الثقة، ليعود وليشارك في الهدف الرابع من المباراة، من دون أن يلمس الكرة حين أربك الدفاع وترك الكرة تمر من بين قدميه لتصل إلى فابيو ليما الذي سجل منها الهدف الرابع، وليفوت مبخوت على نفسه فرصة تسجيل «الهاتريك» مانحاً زميله فرصة وضع بصمة وهز الشباك، وكسب ثقة كان يبحث عنها بالتسحيل على المستوى الدولي مع المنتخب، خاصة مع بداية الرحلة نحو بلوغ المونديال.
محور الدفاع
وراهن المدرب البرتغالي على الثنائي خليفة الحمادي وخالد الهاشمي، في محور الدفاع، فلم يجدا صعوبة في إنهاء خطورة هجوم الضيوف، وتقديم ليلة هانئة للحارس خالد عيسى الذي لم يتدخل سوى مرتين، من أجل إبعاد الخطر عن مرماه.
ولم تقتصر تدخلات خليفة على الشق الدفاعي وحسب، بل نجح في تسجيل هدف الافتتاح من كرة عرضية لعبها علي صالح بالمقاس، وتابعها المدافع المتقدم برأسه بنجاح مانحاً منتخبنا التقدم، وكاسراً بذلك الطوق الدفاعي للضيوف.
أما على صعيد الظهيرين، فقد زج المدرب باللاعب الواعد زايد الزعابي في الجانب الأيمن، في وقت حجز به عبد الله إدريس الجانب الأيسر الذي بات فيه الخيار الأول من دون منازع.
وكان تواجد عبد الله رمضان مع يحيى نادر مصدر ثقل في الوسط، في وقت أوكل فيه إلى فابيو ليما وعلي صالح اللعب على الجانبين، بينما ترك حرية التحرك هجوميا للثنائي كايو وعلي مبخوت، فتحرك اللاعبون بسلاسة، خاصة بعدما أسهم الهدف الأول في إرباك المنافس، ومنح لاعبينا الثقة، لينجحوا في تسجيل ثلاثية في الدقائق العشر الأخيرة من زمن الشوط الأول.
ارتياح بينتو
وعبّر المدرب البرتغالي باولو بينتو عن ارتياحه بعد الحصول على الانتصار الأول، وتسجيل الرباعية، مشيراً إلى أن الهدف الأول سهّل من مهمة الفريق في الفوز، ومنح اللاعبين الثقة، وأجبر المنافس على التحرك أكثر نحو الهجوم وترك المساحات.
ونظر المدرب البرتغالي إلى المباراة بقياس الأداء، مشيراً إلى ان الفريق عانى من بعض الصعوبات في الشوط الأول على مستوى اللعب وراء خطوط الدفاع، بينما تحسن الأداء في الشوط الثاني، رغم التوقف عن هز شباك المنافس.
وكان المدرب البرتغالي سعى في الشوط الثاني إلى تفعيل الشق الهجومي، حين أشرك حارب عبد الله وسلطان عادل بدلاً من علي صالح وفابيو ليما، كما أشرك طحنون الزعابي بدلاً من مبخوت بهدف الحفاظ على فورمة اللاعبين كافة، وضمان إراحة بعض الأساسيين قبل لقاء الثلاثاء المهم أمام البحرين.
وكان المدرب سعيداً بتسجيل الرباعية، لكن أكثر ما ترك ارتياحاً لدى المدير الفني كان إنهاء أول 90 دقيقة من زمن التصفيات بشباك نظيفة، مشيراً إلى أن هذه الإيجابية تبقى من العوامل التي نراهن عليها من خلال ضمان عدم اهتزاز شباكنا، واستغلال الفرص للتسجيل في مرمى المنافسين.
وأثنى المدرب البرتغالي على نجاح المنتخب بتسجيل هدفين من كرتين ثابتتين، عبر الهدفين الأول والثاني، كما سجل من خلال اللعب المفتوح في الثالث.
وتطرق المدير الفني البرتغالي خلال المؤتمر الصحفي إلى التغييرات التي قام بها وتركت بعض الاستغراب لدى المراقبين، وتمثلت في إخراج خليفة الحمادي وعبد الله رمضان، فأشار إلى أن الأول عنصر أساسي وركن من أركان الدفاع، وكان قرار الاستبدال بهدف إراحة اللاعب.
وغاص المدرب في الحديث عن الشق الفني في التشكيل، حين قال «قدم الرباعي الدفاعي مباراة جيدة، سواء في الشوط الأول، أو في الثاني، رغم التغييرات التي قمنا بها، لكن يبقى لدور ثنائي الوسط الدفاعي التأثير الكبير في المجريات، وهذه من الجوانب التي نسعى إلى تطويرها، بينما نمتلك قوة وفعالية وتجانساً أكبر على المستوى الهجومي».
وأوضح المدرب البرتغالي أن التقييم يجب أن يكون شاملاً حول كل تفاصيل ما دار في هذه المباراة، فقد حصلنا على أفضلية أمام المنافس وسجلنا، لكن هناك بعض الجوانب التي تحتاج إلى تطوير وتحسين، خاصة عندما نجد صعوبات في إيجاد المساحات واللعب بأسلوب بطيء ما يقلّص من قدرات الفريق على صنع الخطر، أو اللعب خلف دفاعات المنافسين.
مفارقة
شهدت التشكيلة الأساسية تواجد 11 لاعباً من 3 فرق فقط، حيث أشرك المدير الفني لمنتخبنا خليفة الحمادي وزايد الزعابي وعبد الله إدريس وعبد الله رمضان وعلي مبخوت بواقع (5 لاعبين من الجزيرة)، مقابل فابيو ليما وعلي صالح وكايو كانيدو (3 لاعبين من الوصل)، وخالد عيسى وخالد الهاشمي ويحيى نادر (3 لاعبين من العين).
وساهمت هذه التوليفة في وجود نوع من التجانس والانسجام، وإن كان على اللاعبين ضرورة نسيان هذا الانتصار والبحث عن الانتصار الأهم يوم الثلاثاء المقبل، في المنامة، حين يحل ضيفاً على المنتخب البحريني، ومديره الفني الأرجنتيني بيتزي، الذي قاد الوصل في دوري الموسم الماضي، ويعرف الكثير عن لاعبينا، وعن عناصر الأبيض.