أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، عن «صدمته الشديدة» جراء قصف مدرستين تابعتين «للأونروا»، في أقل من 24 ساعة بقطاع غزة، في وقت شدد المفوض الأممي لحقوق الإنسان، على أن «الأحداث المروعة» في غزة «تفوق التصور»، فيما أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن وزراء من دول عربية وإسلامية سيزورون الصين، اليوم الاثنين، ضمن جولة تضم عالمية بهدف إنهاء الحرب في غزة، في حين حذّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، من أن مواصلة إسرائيل «حربها البشعة» قد يدفع إلى «انفجار الأوضاع في المنطقة بأسرها»،
قال المفوض الأممي فولكر تورك، في بيان، إن «الأحداث المروعة التي وقعت خلال الساعات ال48 الماضية في غزة تفوق التصور»، محذراً من أن «مقتل هذا العدد الكبير من الأشخاص في المدارس التي أصبحت ملاجئ، و فرار المئات للنجاة بحياتهم من مستشفى الشفاء، وسط استمرار نزوح مئات الآلاف إلى جنوب غزة، هي أفعال تتعارض مع الحماية الأساسية التي يجب توفيرها للمدنيين بموجب القانون الدولي».
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه «شعر بصدمة شديدة» من مقتل وإصابة العشرات، ومنهم نساء وأطفال، جراء قصف مدرستين تابعتين للمنظمة الدولية، في أقل من 24 ساعة، بقطاع غزة. وأضاف أن الضحايا «كانوا يبحثون عن الأمان في مباني الأمم المتحدة». وأردف في بيان «مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين يبحثون عن مأوى في منشآت الأمم المتحدة في جميع أنحاء غزة، بسبب اشتداد القتال. أؤكد مجدداً أنه يجب ألا تنتهك حرمة المباني التابعة للأمم المتحدة». وتابع أن الحرب بين إسرائيل ومسلحي حركة حماس تسببت بسقوط «عدد صادم وغير مقبول من الضحايا المدنيين»، داعياً مجدداً إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
من جهة أخرى، أكد الوزير السعودي الأمير فيصل بن فرحان، على هامش مؤتمر حوار المنامة، أن الأولوية الآن هي إنهاء الحرب على قطاع غزة، مشدداً على أن معاناة السكان يجب أن تتوقف. وتابع «أجرينا مناقشة مكثفة ركزت بوضوح على الوضع في غزة، وكررتُ دعوتنا إلى وقف فوري لإطلاق النار، والضرورة المطلقة لتوفير وصول المساعدات الإنسانية على الفور». وكانت القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها الرياض، في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قررت تكليف وزراء خارجية السعودية، بصفتها رئيس القمة، إضافة إلى الأردن ومصر وقطر وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وفلسطين، ببدء تحرك دولي فوري باسم جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية «لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة»، وسيبدأ الوفد، اليوم الاثنين، زيارة إلى الصين.
وفي بكين، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماو نينغ، في بيان زيارة الوفد، وأوضحت أنه «خلال الزيارة، ستجري الصين تواصلاً معمّقاً وبحثا، مع الوفد المشترك لوزراء خارجية دول عربية ومسلمة، بشأن الدفع نحو خفض التصعيد في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني الراهن، وحماية المدنيين، وحلّ القضية الفلسطينية بشكل عادل».
في غضون ذلك، نقل بيان للديوان الملكي عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قوله، خلال استقباله رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن «استمرار إسرائيل في حربها البشعة على غزة وانتهاكاتها اللاشرعية في الضفة الغربية والقدس، سيدفع إلى انفجار الأوضاع في المنطقة بأسرها».
وأكد «ضرورة التحرك فوراً، لوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى هناك من دون انقطاع». كما أكد الملك الأردني، خلال اتصال مع قائد قوة المستشفى الميداني الأردني في غزة، العقيد ثائر الخطيب، أن «الاعتداء على الكوادر الطبية في المستشفى جريمة بشعة»، مشيراً إلى أنه «سيتم اتخاذ كل الإجراءات المناسبة للتعامل مع هذا الهجوم»، بحسب بيان منفصل للديوان الملكي. (وكالات)