أعلنت أوكرانيا أمس الأحد، أنها أبعدت القوات الروسية من ثلاثة إلى ثمانية كيلومترات عن الضفة اليسرى لنهر دنيبرو التي تسيطر عليها روسيا، في أول تقديرات بالأرقام لتقدم قواتها في هذه المنطقة بعد أشهر من هجوم مضاد لم يحقق النتائج المرجوة. في وقت تبادل فيه الطرفان الهجمات بالمسيّرات على كييف وموسكو.
وقالت ناتاليا غومينيوك الناطقة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني للتلفزيون الأوكراني: إن «التقديرات الأولية تشير إلى أن التقدم الذي تحقق على نهر دنيبرو كان ما بين ثلاثة وثمانية كيلومترات، تبعاً لخصوصيات وجغرافيا وتضاريس الضفة اليسرى».
وفي حال تم تأكيد هذه المعلومات، فسيكون ذلك أكبر تقدم للجيش الأوكراني في مواجهة الروس منذ عدة أشهر. لكن غومينيوك لم توضح ما إذا كانت القوات الأوكرانية باتت تسيطر بشكل كامل على هذه البقعة من منطقة خيرسون (جنوب) أو ما إذا كان الجيش الروسي قد انسحب أمام هجمات القوات الأوكرانية. وقالت: إن «الروس يواصلون قصفهم المدفعي على الضفة اليمنى»، وقدّرت عدد الجنود الروس الموجودين في هذه المنطقة بعشرات الآلاف.
وهذا أول نجاح يعلنه الأوكرانيون في هجومهم المضاد منذ سيطرتهم في آب/أغسطس على قرية روبوتينه في منطقة زابوريجيا الجنوبية.
وكانت كييف تأمل أن تسمح لها سيطرتها على روبوتينه باختراق الخطوط الروسية واستعادة بعض المناطق، لكن الجيش الأوكراني لم يتمكن من ذلك في مواجهة القوة النارية للدفاعات الروسية. ومن شأن السيطرة على مواقع في عمق الضفة اليسرى لنهر دنيبرو السماح للقوات الأوكرانية بتنفيذ هجوم أكبر باتجاه الجنوب. ويتطلب تحقيق ذلك تمكن أوكرانيا من نشر عدد كبير من الجنود والمركبات والمعدات في منطقة يصعب بلوغها بسبب طبيعتها الرملية والمملوءة بالمستنقعات.
هجمات بالمسيّرات المتفجرة
في موازاة ذلك، تزايدت في الأيام الأخيرة الهجمات بواسطة مسيّرات متفجرة التي اتسمت بها الحرب في أوكرانيا. وتعرضت كييف وموسكو ليل السبت الأحد لهجمات بواسطة طائرات مسيّرة أسقطت الدفاعات الجوية عدداً كبيراً منها بدون تسجيل إصابات، وفقاً لسلطات البلدين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن مسيّرة اعترضتها وسائل الدفاع الجوي فوق أراضي منطقة بوغورودسك في منطقة موسكو.
وتعرضت كييف، من جانبها، لليلة الثانية على التوالي لسلسلة هجمات شنتها مسيّرات متفجرة أطلقها الجيش الروسي، بحسب السلطات المحلية التي تحدثت عن تكثيف الهجمات على العاصمة الأوكرانية.
وأكدت هيئة الأركان الأوكرانية في بيان منفصل تدمير 15 من أصل 20 مسيّرة معادية. وأكد نائب رئيس الإدارة الرئاسية أوليكسي كوليبا عبر تيليغرام، أن كييف تزيد عدد الوحدات المتنقلة لمواجهة هذه الهجمات الروسية وتعزيز حماية البنية التحتية للطاقة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها قصفت مستودعاً للوقود في منطقة كيروفوغراد بوسط البلاد ومخزناً للذخيرة قرب كييف. ويأتي ذلك غداة إعلان القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 29 من أصل 38 مسيّرة أطلقتها روسيا في هجوم ليلي هو الأكبر منذ نهاية أيلول/سبتمبر.
وحذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا ستكثف على الأرجح قصفها الجوي للبنى التحتية الأوكرانية المرتبطة بالطاقة قبل الشتاء.
وقال في خطابه اليومي: «كلما اقتربنا من فصل الشتاء، حاول الروس تكثيف ضرباتهم»، داعياً جيشه إلى أن يكون فعالاً بنسبة 100%، على الرغم من كل الصعوبات والإرهاق. وأدى قصف روسي أمس الأحد، في خيرسون (جنوب) أيضاً إلى إصابة خمسة أشخاص، بينهم طفلة في الثالثة، بحسب ما أعلن وزير الداخلية إيغور كليمينكو. (وكالات )
جنرالات أوكرانيون يشكون نقصاً في الموارد البشرية
أفاد الرائد في القوات المسلحة الأوكرانية، فيكتور كيسيل، بأن هناك نقصاً في الأفراد العسكريين في القوات المسلحة الأوكرانية، والذي يصل في بعض الأحيان إلى نطاق حرج. وقال كيسيل: «بقدر ما أستطيع أن أقول، هناك نقص في الأفراد العسكريين، وهو نقص خطير في بعض الأحيان».
وأضاف: «تتطلب مجموعة متنوعة من المناصب العسكرية مهارات مختلفة، بعضها يتطلب تدريباً بدنياً، وبعضها الآخر فكرياً، كل شخص لديه مهارات مختلفة».
وفي السياق نفسه، أفادت الصحفية «مونيكا شوالتر» في مقال لها أمس، بأن الأوكرانيين لا يريدون القتال من أجل بلادهم ويريدون فقط تركها. وقالت شوالتر: ربما حان الوقت لكي تبدأ أوكرانيا مفاوضات السلام مع روسيا، وتقدم تنازلات. وصُدمت الصحفية عندما علمت أن غالبية الأوكرانيين، على الرغم من المساعدات التي تبلغ مليارات الدولارات من الغرب، لا يريدون حتى القتال ويريدون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. (وكالات )