واشنطن- أ.ف.ب
ستبدأ هدنة إنسانية في قطاع غزّة، صباح الجمعة، على أن تليها عملية الإفراج عن دفعة أولى من الأسرى المدنيين لدى حركة حماس بعد ساعات، على ما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية، الخميس. ويشكّل الاتفاق بين إسرائيل وحماس على هدنة في غزة وتبادل للأسرى نصراً دبلوماسياً للرئيس الأمريكي جو بايدن.
لكنّ بايدن الذي يبذل جهوداً كبيرة على المستوى الشخصي، ما زال بعيداً عن تحقيق نتائج مهمة في سبيل احتواء الصراع في ظل عدم دعوته إلى وقف دائم لإطلاق النار، وعن أسس حلٍّ يلي هذه المرحلة.
ومساء الثلاثاء، أعلن الرئيس الديمقراطي، أنّه «راضٍ تماماً» عن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية، بعد خمسة أسابيع من المفاوضات «المرهقة للغاية»، وفق مسؤول أمريكي. وبموجب الاتفاق، ستُطلق حماس سراح 50 أسيراً من النساء والأطفال، مقابل إطلاق سراح 150 معتقلاً فلسطينياً، أيضاً من النساء والأطفال دون سن 19 عاماً، وذلك في إطار هدنة إنسانية لأربعة أيام.
وفي وقت سابق قبل الإعلان عن بدء سريان الهدنة، قالت واشنطن إنّها تتوقّع أن يسمح هذا الاتفاق بوصول المساعدات الإنسانية الضرورية للمدنيين المحاصرين في الصراع في قطاع غزة. ويحظى الإعلان عن الاتفاق بصدى خاص في الولايات المتحدة عشية عطلة «عيد الشكر»، خصوصاً أنّ من بين الأسرى الذين سيُطلق سراحهم ثلاثة مواطنين أمريكيين.
وفي هذا الإطار، سارع فريق الرئيس جو بايدن إلى تسليط الضوء على «دبلوماسية دؤوبة وجهود متواصلة من قبل الولايات المتحدة»، وفق وزير الخارجية أنتوني بلينكن. ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه شعبية بايدن الذي يقوم بحملة لإعادة انتخابه، انخفاضاً يعود في جزء منه إلى انتقادات تطاله من الشباب، بسبب دعمه لإسرائيل خصوصاً.
في الواقع، لم تتوقف الولايات المتحدة عن زيادة ضغوطها في الأسابيع الأخيرة على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في وقت كان الوضع في غزة يتدهور بشكل أكبر وفي مواجهة «عدد كبير جداً» من الضحايا المدنيين الفلسطينيين.
ووفق آخر حصيلة، قُتل أكثر من 14 ألف فلسطيني غالبيتهم من المدنيين في عمليات القصف الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
- إعادة فتح معبر كرم أبو سالم
وقال ماكس بوت من «مجلس العلاقات الخارجية» في واشنطن، إنه «من خلال دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ورفض الدعوات إلى وقف إطلاق النار، اكتسب بايدن مصداقية لدى الجمهور الإسرائيلي، ما يسمح له بالضغط على إسرائيل لتقديم مساعدات أكبر للمدنيين الفلسطينيين».
وأضاف على إحدى المدوّنات: «إنّه يقوم بذلك حتى لو كلّفه الأمر خسارة الدعم في معسكره الخاص».
ويأتي ذلك في وقت يرتفع فيه المزيد من الأصوات في الولايات المتحدة، خصوصاً من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، لدعوة الرئيس الأمريكي إلى أن يكون أكثر حزماً في مقاربته لحليفه الإسرائيلي.
وفي رسالة وُجّهت، الاثنين، إلى بايدن، أعرب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين عن قلقهم من أنّ «المعاناة المتزايدة والمتواصلة في غزة.. ستؤدي إلى تفاقم التوترات القائمة وإلى تقويض التحالفات الإقليمية». وأكدوا أنّه يجب على إدارة بايدن أن «تضع بشكل عاجل رؤية لمستقبل إسرائيل وفلسطين، وكذلك للدور الذي ستلعبه بلادنا للتشجيع على حلّ سلمي وعلى إعادة الإعمار».
كذلك، دعوا البيت الأبيض إلى الضغط على إسرائيل من أجل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة. وفي الوقت الحالي، فإنّ النقطة الوحيدة للدخول إلى قطاع غزة، هي عبر معبر رفح عند الحدود مع مصر.
من جهتها، اعتبرت جماعة الضغط التقدمية «جاي ستريت» المؤيّدة لإسرائيل، أنّ «من الضروري جداً أن تضع إدارة بايدن خطوطاً حمراء واضحة وتصرّ على إجراء تغيير كبير في مسار هذه العملية العسكرية»، مضيفة أنّ عليها أن توضح أنّها لن تقدّم «دعماً غير محدود لحرب بلا حدود وبلا استراتيجية خروج».