بروكسل – إ ف ب
أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الاثنين أنه «لا بديل» للغرب عن مواصلة دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، في وقت تسود شكوك حيال الدعم الأمريكي لكييف.
وقال ستولتنبرج في مقابلة أجراها في مقر الناتو في بروكسل:«في كثير من الأحيان، يدرك الناس أن الحروب قد تطول، وهو أمر شاق وصعب». وأضاف: «لا نملك أي بديل. البديل هو ترك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينتصر، وهو أمر مأساوي بالنسبة لأوكرانيا، وخطر بالنسبة لنا».
وقال ستولتنبرج: «رغم الصعوبات ورغم غياب التقدّم أو الإنجازات أو المكاسب الميدانية، علينا مواصلة دعم أوكرانيا».
وأضاف:«نتحمّل كقادة سياسيين في بلداننا مسؤولية دعم أوكرانيا». وردّ ستولتنبرغ على المخاوف من فشل القوات الأوكرانية في تحقيق اختراق والشكوك حيال الالتزام الغربي التي تغذي اعتقاد الكرملين أن بإمكانه تحقيق انتصار على الأمد البعيد.
وقال:«لم يحقق بوتين ما كان يريده في أوكرانيا». وأضاف: «الحرب في أوكرانيا كانت خطأ استراتيجياً كبيراً وهزيمة لبوتين».
ورفض الأمين العام للحلف التكهن بشأن إن كان من الممكن ضم أوكرانيا إلى الناتو، إذا وافقت على التخلي عن بعض أراضيها لصالح روسيا.
وأضاف: «سيُفسَّر ذلك على أنه طريقة لبدء نوع من المفاوضات باسم أوكرانيا وهو أمر لن أقوم به».
وتابع: «يعود الأمر إلى أوكرانيا في اتخاذ قرار بشأن نوع الشروط التي لديها الاستعداد للقبول بها وتتمثل مسؤوليتنا في دعم أوكرانيا وهو تماماً ما نقوم به». ويتوقع أن يغادر ستولتنبرغ منصبه العام المقبل، بعد عقد على رأس الحلف شهد اندلاع حرب واسعة النطاق في أوروبا، وانسحاباً كارثياً للناتو من أفغانستان. وقال: «لست أنا من يقيّم إنجازاتي في الناتو».
– عضوية السويد
وفي معرض حديثه عن النجاحات التي تحققت في عهده، أشار ستولتنبرج إلى نشر قوات جديدة في الخاصرة الشرقية للحلف وزيادة الإنفاق الدفاعي وقبول أعضاء جدد. وقال: «منذ عام 2014، تمكنا من تأمين أكبر تعزيز لقوات الناتو منذ جيل».
وعلق ستولتنبرج على موضوع انضمام السويد إلى الناتو، قائلاً: إنه يرغب في أن يرى تركيا تتحرك أسرع في عملية المصادقة على الخطوة. وأوضح أن أي بيع محتمل لمقاتلات «يوروفايتر» إلى أنقرة، «ليس جزءاً من الاتفاق».
وفي ما يتعلّق بخليفته المحتمل، أشاد ستولتنبرج برئيس الوزراء الهولندي المنتهية ولايته مارك روته ك«صديق وزميل جيّد».
وقال: «إنه سياسي صاحب إمكانات وخبرة كبيرة كرئيس للوزراء، لكن اتخاذ القرار بشأن من سيخلفني هو أمر لا يعود إلي».
وقد يجد خليفته، بغض النظر عن هويته، نفسه مضطراً للتعامل مع الرئيس الأمريكي السابق المتقلب دونالد ترامب في حال عاد إلى البيت الأبيض.
وذكرت تقارير بأن ترامب فكّر في الانسحاب من الناتو، لكن ستولتنبرغ لقي إشادات لإقناعه بالعزوف عن الخطوة. وبينما رفض ستولتنبرج الحديث بشكل محدد عن الكيفية التي ينبغي على خليفته من خلالها التعامل مع ترامب، قال، إن الناتو نجح في جمع مختلف المصالح.
وأفاد: «نحن مختلفون، وسيتم انتخاب قادة مختلفين مستقبلاً. لكن واثق بأنه سيبقى بإمكاننا التوحّد حول مهمتنا الجوهرية المتمثلة بحماية بعضنا البعض».