شهد مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، سجالاً ساخناً حول إنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وحذر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، خلال ترؤسه الجلسة من أن تجدد المعارك، بين إسرائيل و«حماس»، يهدد بوقوع «كارثة يمكن ان تبتلع المنطقة»، آملاً أن تؤدي الهدنة القائمة إلى وقف «دائم» لإطلاق النار، في وقت اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، أن سكان قطاع غزة يعيشون «كارثة إنسانية هائلة»، رغم «بارقة الأمل» التي شكّلتها الهدنة، مطالباً ب«وقف إنساني فعلي لإطلاق النار»، في حين قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إنه سيسعى إلى تمديد الهدنة في غزة خلال زيارته المرتقبة لإسرائيل، في حين شددت منظمة الصحة العالمية على أن وقف الحرب في غزة «مسألة إرادة».
وقال وانغ يي، خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الامن الدولي «ليس هناك جدار حماية في غزة. تجدد المعارك سيؤدي على الأرجح إلى كارثة يمكن أن تبتلع المنطقة».
وقال غوتيريش أمام المجلس إن «سكان غزة يعيشون وسط كارثة إنسانية هائلة، على مرأى من العالم. علينا ألا نتجاهل» هذا الأمر. وأضاف أن «مفاوضات مكثفة حصلت لتمديد الهدنة، الأمر الذي نرحب به بصدق، لكننا نعتقد أننا في حاجة إلى وقف إنساني فعلي لإطلاق النار»، مذكّراً بأن ثمانين في المئة من سكان غزة نزحوا منذ بدء الحرب. ولاحظ غوتيريش أن «المنظومة الصحية انهارت والجوع ينتشر، خصوصاً في الشمال»، مشيراً أيضاً إلى الوضع الصحي «المروع» في الملاجئ والذي يشكل «تهديداً خطراً للصحة العامة». وتابع «علينا أن نضمن توافر أفق من الأمل بالنسبة إلى سكان المنطقة، عبر المضي في شكل حاسم، ولا رجوع عنه، نحو حل الدولتين، استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة، والقانون الدولي، مع إسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن».
من جهته، دعا وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، العالم إلى العمل لعدم تكرار «المجازر» التي وقعت، في إشارة إلى الهدنة التي لا تزال سارية، والتي أبدت حركة «حماس»، أمس الأربعاء، استعداداً لتمديدها لأربعة أيام. وأكد المالكي أن الشعب الفلسطيني «يواجه تهديداً وجودياً»، مضيفاً «ليس لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس ضد شعب تحتله».
وكانت الأمم المتحدة دعت، أمس الأربعاء، المجتمع الدولي إلى التحرك نحو حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قائلة إن القدس يجب أن تكون عاصمة للدولتين. وقالت تاتيانا فالوفايا المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، في كلمة كتبها الأمين العام للأمم المتحدة «مضى وقت طويل منذ كان علينا التحرك بطريقة حازمة، ولا رجعة فيها، نحو حل الدولتين، على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي». وأضافت أن هذا يعني «تعايش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن، مع أن تصبح القدس عاصمة للدولتين».
إلى ذلك، اعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن إنهاء الحرب في غزة «مسألة إرادة»، فيما يعاني النظام الصحي في القطاع من «شلل» بعد أسابيع من القصف والمعارك. وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحفي في جنيف إن «هدنة إنسانية (ممتدة)، أو حتى وقفاً لإطلاق النار ممكن» في قطاع غزة، لكن شرط أن «يأخذ أصحاب النفوذ الأمر على محمل الجد»، من دون أن يذكر الجهات التي يقصدها. وأضاف «هذا ممكن، إلا أن أصحاب النفوذ لا يعملون على ذلك. هذا هو الوضع، الأمر ممكن، إنها مسألة إرادة».
(وكالات)