تجدد القصف المدفعي أمس الخميس في الخرطوم وبشكل متقطع، سُمع دويُّه في النواحي الشمالية والغربية من المدينة. وأطلق الجيش السوداني قذائف المدفعية الثقيلة من سلاح المهندسين باتجاه تمركزات قوات الدعم السريع في منطقة أم درمان القديمة، فيما دعت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية في السودان إلى دعم منبر جدة للوصول إلى وقف الأعمال العدائية بين الجيش و«الدعم السريع» وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار يشارك فيه المدنيون.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله أن القوات المسلحة تبذل كل جهدها لإنهاء تمرد قوات الدعم السريع وإعادة الأمن إلى الأراضي السودانية. وقال عبد الله في رسالة صوتية أمس الخميس «تعمل القوات المسلحة منذ بداية الحرب وتبذل كل جهدها من أجل إنهاء تمرد قوات الدعم السريع. مختلف العمليات العسكرية الجارية، سواء كانت ضربات جوية أو عمليات برية أو اشتباكات مختلفة، تصب في هذا الاتجاه».
وبالتزامن مع تحضير مجلس الأمن الدولي لاجتماعه وبحث مصير بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس»، حذرت أوساط سياسية من فوضى مسلحة في إقليم دارفور، حيث تدور معارك على محاور عدة، وقالت مصادر محلية إنه بالتزامن مع المعارك والسيطرة على مواقع عسكرية تتزايد المخاوف من تحول العتاد الحربي إلى أيدي الأهالي والميليشيات المنتشرة في الإقليم، التي تتسابق على اغتنام أكبر قدر من الأسلحة والذخائر والمركبات القتالية.
وتمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مساحات كبيرة من العاصمة الخرطوم، وأجبرت الجيش على التراجع في دارفور وكردفان. وسيطرت قوات الدعم السريع منذ نهاية الشهر الماضي على معاقل رئيسية للجيش في نيالا وزالنجي والجنينة، وهم ثلاث من أصل خمس مدن رئيسية في ولايات إقليم دارفور.
وتواصل قوات الدعم السريع محاصرة الفاشر، آخر المدن المهمة التي لم تسيطر عليها بعد في إقليم دارفور. ويواصل الطرفان حشد قواتهما في محيط المدينة لخوض معركة محتملة بها.
في السياق، دعت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية في السودان إلى دعم منبر جدة للوصول إلى وقف الأعمال العدائية بين الجيش وقوات الدعم السريع وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار يشارك فيه المدنيون.
وطرحت التنسيقية التي يرأسها رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، ورقة للحل تضمن تأسيس تحول ديمقراطي مستدام وإنهاء الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقالت التنسيقية، أمس، إن حمدوك تلقى دعوة من حكومة جنوب السودان لعقد اجتماع الأسبوع المقبل لتقديم مقترحات وخريطة طريق لحل الأزمة في السودان.
ودعت التنسيقية الميسرين الإقليميين والدوليين لعقد اجتماع تشاوري يضم أطراف الحرب والقوى السياسية لتصميم عملية تفضي لإقرار دستور انتقالي متوافق عليه وسلطة مدنية تأسيسية انتقالية ومؤسسات عسكرية خاضعة لها.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إبريل/ نيسان بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً. وتسبب الصراع في مقتل أكثر من تسعة آلاف وتشريد أكثر من ستة ملايين داخل السودان وخارجه، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. ( وكالات )