أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، امس الخميس، عن أمله بتمديد الهدنة في قطاع غزة، مشدداً على «ضرورة» حماية المدنيين في جنوب القطاع في حال استئناف القتال، في وقت طالبت وزارة الخارجية الصينية بأن يتمّ فوراً، إرساء «هدنة إنسانية مستدامة» في قطاع غزة، بالتزامن مع عودة السجال بين إسرائيل وإسبانيا بعد أن اعتبر رئيس الوزراء الإسباني أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في «مصلحة أوروبا». كما شكك في احترام إسرائيل للقانون الدولي، فيما استدعت تل أبيب سفيرها في مدريد ل«التشاور».
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، في بيان، إن بلينكن «شدد خلال اجتماعه مع نتنياهو على ضرورة مراعاة الاحتياجات الإنسانية، وحماية المدنيين في جنوب القطاع قبل أي عملية عسكرية هناك». وقال بلينكن خلال اجتماعه مع هرتسوغ، في تل أبيب «شهدنا خلال الأسبوع الماضي، تطورات إيجابية للغاية في ما يتعلق بعودة الرهائن والتئام شملهم مع عائلاتهم». وأضاف «مكنت (التهدئة) من زيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الأبرياء في غزة، والذين هم في أمسّ الحاجة إليها، إذن، العملية تؤتي ثمارها، ونأمل أن تستمر». وشدد في إسرائيل، وقبل وصوله إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على «اتخاذ خطوات فورية لمحاسبة المستوطنين المتطرفين على أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية».
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الصينية في وثيقة نشرتها، أمس الخميس، إنّه «يجب على أطراف النزاع… أن ترسي فوراً هدنة إنسانية دائمة ومستدامة»، داعية إلى «وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء القتال». وحضّت الوزارة في وثيقتها مجلس الأمن الدولي على إرسال «رسالة واضحة» يؤكّد فيها رفضه «النقل القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين»، ويدعو فيها كذلك «إلى إطلاق سراح جميع المدنيين والرهائن المحتجزين». كما دعت الوزارة مجلس الأمن الدولي إلى «مطالبة أطراف النزاع بممارسة ضبط النفس لمنع اتّساع النزاع ولدعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».
في غضون ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أمس الخميس، أنه «من مصلحة» الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي خطوة قال إنها ضرورية لوضع حد للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، ومن أجل استقرار المنطقة. وأكد سانشيز في مقابلة مع محطة «آر إي تي في» العامة «من الواضح أن علينا إيجاد حل سياسي لإنهاء هذه الأزمة، وهذا الحل يتضمن، في رأيي، الاعتراف بالدولة الفلسطينية». وأوضح أن هذا الاعتراف «هو في مصلحة أوروبا لسبب أخلاقي، لأن ما نراه في غزة غير مقبول»، لكن أيضاً لسبب «جيوسياسي» لأنه يساهم في «استقرار» المنطقة. كما اعتبر سانشيز أنه نظراً لعدد القتلى المدنيين في قطاع غزة، فإنه يشك في أن إسرائيل تحترم القانون الدولي الإنساني. وتابع «ما نراه في غزة غير مقبول». وردّاً على ذلك، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، استدعاء سفيرة بلاده لدى مدريد بسبب «التصريحات» التي أدلى بها سانشيز، والتي شكّك من خلالها في شرعية القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. ونشر وزير الخارجية إيلي كوهين، عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقاً) أنه و«بسبب تصريحات رئيس الوزراء الإسباني، قررت استدعاء السفيرة الإسرائيلي لدى إسبانيا مجدداً إلى القدس للتشاور».
(وكالات)