على مدار الأيام الأربعة الأولى منذ انطلاق مؤتمر المناخ كوب 28 في دبي، تعهدت العديد من الحكومات والشركات والمستثمرين والمؤسسات الخيرية بنحو 57 مليار دولار لدعم المبادرات المستدامة.
يأتي ذلك في إطار التأكيدات المتكررة لرئيس المؤتمر، سلطان الجابر، من أن (كوب 28) يهدف إلى ضمان تكاتف كل الأطراف لإحراز تقدم جوهري في العمل المناخي بالتزامن مع تحقيق نمو اقتصادي عالمي مستدام.
وشهد اليوم الأول من (كوب 28) التوصل إلى اتفاق لتفعيل صندوق الخسائر والأضرار المخصص لتعويض الدول النامية الأكثر تضرراً من تداعيات تغيّر المناخ، الذي أعقبته مجموعة من التعهدات عبر جميع مسارات العمل المناخي، بما في ذلك التمويل و الصحة والغذاء و الطبيعة والطاقة.
وأعرب الجابر عن تطلعه لمواصلة العمل مع جميع الأطراف خلال الأيام المقبلة للبناء على هذا الزخم وتحقيق المزيد من الإنجازات لحماية البشرية وكوكب الأرض.
ودعا جميع الأطراف إلى لمواصلة العمل خلال الأسبوعين من أجل تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض لمستوى 1.5 درجة مئوية، مؤكداً حرصه على التعاون مع الجميع للوصول للأهداف المنشودة.
التمويل المناخي.. أهم إنجازات كوب 28
وشهد كوب 28 العديد من الإنجازات على صعيد التمويل المناخي، إذ أطلقت الإمارات صندوق ألتيرا بقيمة 110 مليارات درهم (30 مليار دولار) الذي يُعد أكبر الصناديق الخاصة للتمويل المناخي.
كما أعلنت تخصيص 735 مليون درهم (ما يعادل نحو 200 مليون دولار) إضافية من حقوق السحب الخاصة إلى الصندوق الاستئماني للصلابة والاستدامة التابع لصندوق النقد الدولي، بهدف تعزيز المرونة المناخية في البلدان النامية.. وعلى صعيد الأمن المائي، خصصت الدولة 550 مليون درهم (نحو 150 مليون دولار).
من جهته، كشف البنك الدولي عن زيادة سنوية قدرها 9 مليارات دولار لتمويل المشروعات المرتبطة بالمناخ.
وبعد يومين من انطلاق كوب 28، تجاوز المبلغ الإجمالي لتعهدات صندوق الخسائر والأضرار 725 مليون دولار.
وشهد المؤتمر أيضاً التعهد بنحو 3.5 مليار دولار لتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر، و2.7 مليار دولار للصحة، فضلاً عن الالتزام بتقديم 2.6 مليار دولار لتطوير النظم الغذائية.
ولحماية الطبيعة، جذب المؤتمر تعهدات بقيمة 2.6 مليار دولار إضافة إلى 467 مليون دولار للعمل المناخي في المدن، و1.2 مليار دولار للإغاثة والتعافي والسلام.
وفي مجال الطاقة، تم الإعلان عن تخصيص 2.5 مليار دولار لزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة، و1.2 مليار دولار للحد من انبعاثات غاز الميثان، إضافة إلى التعهد بـ568 مليون دولار لتحفيز الاستثمارات في تصنيع معدات الطاقة النظيفة.
بهذه التعهدات والالتزامات، شهد (كوب 28) خلال أول 4 أيام فقط من انطلاقه، الإعلان عن تعهدات تتجاوز 57 مليار دولار، بينما حظي المؤتمر بدعم عالمي غير مسبوق.
ومن المقرر إصدار ثلاثة إعلانات إضافية خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن الهيدروجين، والتبريد، والمساواة بين الجنسين.
دعم دولي واسع
خلال الأيام الأولى لفعاليات كوب 28، تعهدت 119 دولة بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة.
كما حصل إعلان النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي على دعم 137 دولة، بينما دعمت 125 دولة إعلان الإمارات بشأن الصحة والمناخ، وانضمت 74 دولة و40 منظمة إلى تعهد المناخ والإغاثة والتعافي والسلام.
وشهِد ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز انضمام 51 شركة تمثّل 40% من إنتاج النفط العالمي، فيما يُعد أحد أبرز إنجازات (كوب 28)، إذ يعتبر مؤتمر المناخ الوحيد الذي ينجح في إشراك قطاع النفط والغاز في العمل المناخي.