كراكاس – (أ ف ب)
صوّت الناخبون في فنزويلا، الأحد، ب«نعم» على ضم منطقة إيسيكيبو الغنية بالنفط والخاضعة لإدارة دولة غويانا المجاورة، إلى بلادهم، في استفتاء استشاري نظمته كراكاس لإضفاء شرعية على مطالبتها بهذه المنطقة.
ونال ضمّ المنطقة أكثر من 95% من الأصوات في الاستفتاء الذي شمل خمسة أسئلة بهذا الصدد، على ما أفادت لجنة الانتخابات الوطنية.
وأكّد رئيس اللجنة إلفيس أموروسو، الاثنين، أن نسبة المشاركة في الاستفتاء وصلت إلى نحو 50%، مع تصويت «10,431,907 فنزويليين»، من أصل 20,7 مليون ناخب كانوا مدعوين للمشاركة.
وأثنى رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، على فوز «كاسح». وقال «حققنا الخطوات الأولى من مرحلة تاريخية جديدة في الكفاح من أجل ما يعود لنا، من أجل استعادة ما تركه لنا المحررون».
ولاحظ صحفيو وكالة فرانس برس في كراكاس وسيوداد غويانا عاصمة منطقة فنزويلا المتاخمة لإيسيكيبو، الأحد، حضوراً معتدلاً للناخبين في مراكز التصويت.
وكانت لجنة الانتخابات الوطنية أفادت، الأحد، بأنه تم الإدلاء بنحو 10,5 مليون «صوت» في الاستفتاء
ودار جدل حول عدد الأصوات هذا قبل صدور الإعلان الرسمي عن نسبة المشاركة، إذ اتهمت المعارضة السلطة بمحاولة حجب نسبة مقاطعة مرتفعة، مشيرة إلى أن 10,5 مليون «صوت» لا يعني أن 10,5 مليون شخص أدلوا بأصواتهم.
من جهته، قال مدير معهد «داتا أناليسيس» لاستطلاعات الرأي، لويس فيثنتي ليون «من الصعب للغاية فهم نتائج كهذه».
وتضمّن الاستفتاء خمسة أسئلة شملت مقترحات لتأسيس ولاية فنزويلية يطلق عليها «غويانا إيسيكيبو»، ومنح سكانها الجنسية الفنزويلية، إضافة إلى الدعوة لرفض الاختصاص القضائي لمحكمة العدل الدولية التي توجهت إليها غويانا بشأن المنطقة المتنازع عليها.
وإن كانت المعارضة تطالب بصورة إجمالية بالسيادة على إيسيكيبو، إلا أنها أبدت تحفظات، وهي مترددة ما بين قناعاتها وعزمها على عدم دعم السلطة قبل الانتخابات الرئاسية المزمعة في 2024.
واعتبرت أبرز شخصيات المعارضة ماريا كورينا ماتشادو التي تأمل بمنافسة مادورو على الرئاسة، أن الاستفتاء محاولة «لتشتيت الانتباه»، وسط الأزمة المخيمة في البلاد.
«يقظة» في غويانا
وأكدت كراكاس أنها لا تبحث عن مبرر لغزو، أو ضم المنطقة الشاسعة، كما تخشى غويانا، حيث شكّل آلاف الأشخاص سلاسل بشرية تعبيراً عن تمسكهم بالمنطقة.
من جهتها، شددت غويانا على «اليقظة» في أعقاب الاستفتاء.
وقال وزير خارجيتها هيو تود لوكالة فرانس برس «علينا أن نبقى يقظين على الدوام. بالطبع، يجب أن تبقى مراقبتنا (للوضع) على مستوى عالٍ».
وأضاف «في حين لا نعتقد أن الرئيس مادورو سيصدر أمراً بغزو (المنطقة)، قد يقدم على أمر غير متوقع».
وكان رئيس غويانا عرفان علي أكد، الأحد، لمواطنيه أن «لا شيء يدعو للخوف في الساعات والأيام والأشهر المقبلة».
وأضاف «خطنا الدفاعي الأول هو الدبلوماسية، وموقفنا قوي جداً في خط الدفاع الأول»، مشيراً إلى أن بلاده تحظى بدعم دولي واسع، وداعياً كراكاس إلى «النضوج والتحلي بالمسؤولية».
وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة إثر تنظيم غويانا مناقصات في سبتمبر/ أيلول، مرتبطة بعدة مناطق بحرية للتنقيب عن النفط، وبعدما أُعلن في أكتوبر/ تشرين الأول عن اكتشاف رئيسي جديد.
«حسّ منطقي»
تطالب فنزويلا منذ عقود بالسيادة على المنطقة البالغة مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع، أي أكثر من ثلثي مساحة غويانا، وعدد سكانها 125 ألف نسمة يمثلون خمس إجمالي عدد السكان في البلد.
وتؤكد كراكاس، أن «نهر إيسيكيبو الواقع شرق المنطقة يجب أن يشكل الحدود الطبيعية بين البلدين كما أُعلن عام 1777 في ظل الحكم الإسباني، وأن المملكة المتحدة استحوذت على أراض فنزويلية بشكل خاطئ في القرن التاسع عشر».
من جانبها، تؤكد غويانا التي تملك احتياطات نفطية هي من الأعلى في العالم للفرد، أن الحدود أقيمت في حقبة الاستعمار البريطاني، وثبتتها محكمة تحكيم عام 1899، ورفعت شكوى إلى محكمة العدل الدولية التي تعدّ أعلى هيئة قضائية أممية، طالبة المصادقة على ذلك.
كما طلبت جورجتاون من محكمة العدل حظر الاستفتاء الذي اعتبرت أنه يرقى إلى انتهاك للحقوق الدولية، لكن من دون جدوى.
وأعرب رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، عن «أمله بأن يطغى الحس المنطقي».
وقال متحدثاً قبل ورود نتائج الاستفتاء «إن كان هناك أمر في العالم وأمريكا الجنوبية بغنى عنه، فهو اضطرابات».