أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه «غير واثق» من أنه كان سيسعى إلى الفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقررة في نهاية العام المقبل، لو لم يترشح سلفه الجمهوري دونالد ترامب لهذه الانتخابات. ومن جهة أخرى، بدأت تطرح فجأة، قبل عام من موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، إمكانية تحول ولاية رئاسية ثانية لدونالد ترامب إلى دكتاتورية.
وفي غضون بضعة أيام، ظهرت في كبرى وسائل الإعلام الأمريكية بما فيها واشنطن بوست ونيويورك تايمز وأتلانتيك، سيناريوهات سوداوية بشأن ما يمكن أن يحدث لو أن الرئيس السابق الجمهوري الذي تم عزله مرتين فاز في 2024.
وقال الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاماً خلال حملة لجمع التبرعات في مدينة ويستون بولاية ماساتشوستس (شمال شرق) إنه لو لم يترشح ترامب لما كنت واثقاً من أنني كنت لأترشح، لكن، لا يمكننا أن ندعه يفوز. وأضاف أن «ترامب لم يعد حتى يخفي مراده. إنه يخبرنا بما سيفعله». ولدى عودته إلى واشنطن أكد بايدن أن من واجبه خوض الانتخابات لمنع ترامب من الفوز. ورداً على سؤال للصحفيين عما إذا كان سيمضي في ترشحه إذا لم يكن ترامب المرشح الجمهوري قال بايدن: «هو ترشح وأنا عليَّ أن أترشح».
وعما إذا كان سيسحب ترشيحه لولاية ثانية في حال قرر ترامب الانسحاب من السباق الرئاسي، قال بايدن: «كلا، ليس الآن»، وبايدن الذي تواجه حملته الانتخابية مصاعب عدة، لا ينفك يؤكد أنه في وضع أفضل للتغلب مجدداً على غريمه الجمهوري، على الرغم من أنه يواجه مكامن ضعف في تسويق نفسه أمام الناخبين، لاسيما بسبب عمره وحصيلة عهده على الصعيد الاقتصادي. ويواصل بايدن القول إن الديمقراطية الأمريكية ستكون مجدداً على المحك في الانتخابات المقبلة والتي يتوقع أن تكون نسخة عن الانتخابات السابقة. وعلى الرغم من أن بايدن لا يتمتع بشعبية جارفة في أوساط حزبه، فإن فوزه ببطاقة الترشيح الديمقراطية لانتخابات نوفمبر 2024 يكاد يكون مضموناً ما لم تحصل مفاجأة كبيرة أو مشكلة صحية خطِرة تجبره على الانسحاب.
وفي سياق متصل، صدرت توقعات قاتمة أيضاً عن أبرز جمهورية معارضة لترامب هي ليز تشيني التي حذرت من أن البلاد «تسير في نومها إلى الدكتاتورية»، مشيرة إلى أنها تفكر بالترشح عن حزب ثالث في محاولة لمنع وصوله إلى البيت الأبيض مجدداً. ويرسم ذلك صورة قاتمة عن ترامب أكثر غضباً وإن كان أكثر انضباطاً مما كان عليه في ولايته الأولى، وهو شخص سيشفي غليله بالثأر ممن يعتبرهم أعداء وسيحاول على الأرجح البقاء في السلطة لفترة تتجاوز الولايتين. رد ترامب (77 عاماً) على التحذيرات بسخريته المألوفة. وقال لدى سؤاله في اجتماع عام نقلته شبكة فوكس نيوز بشأن إمكانية استغلاله للسلطة أو سعيه للانتقام «يقول، لن تكون دكتاتوراً أليس كذلك؟ قلت كلا كلا كلا، باستثناء اليوم الأول». وأضاف «سنغلق الحدود وسنحفر ونحفر ونحفر (لاستخراج النفط). بعد ذلك، لن أكون دكتاتوراً». وأشار الرئيس جو بايدن الذي يتقدم ترامب عليه في الاستطلاعات قبل تكرار مرجح لمنافستهما المريرة في انتخابات 2020، إلى أن التحذيرات تدعم ادعاءاته بأنه يحمي الديمقراطية. ولعل المقال اللافت بشكل أكبر هو ذاك الذي نشرته واشنطن بوست وكتبه المعلق روبرت كاغان تحت عنوان «دكتاتورية في ظل ترامب هي أمر يتعذر بشكل متزايد تجنبه. علينا التوقف عن الادعاء». وبينما شبهه بالإمبراطور الروماني يوليوس قيصر، شدد المقال الطويل على أنه ليس بإمكان لا الدستور الأمريكي ولا المحكمة العليا منع ترامب من التحول إلى «رئيس مدى الحياة» إذا أراد ذلك.
(وكالات)