بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، خلال اتصال هاتفي مع أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، تطورات الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة وتداعياتها الإنسانية. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أهمية تعزيز جهود المجتمع الدولي، لإنهاء التطرف والتوتر والعنف المتصاعد في المنطقة، وضمان حماية أرواح المدنيين كافة. كما أكد سموه أهمية تعزيز الاستجابة الإنسانية لاحتياجات أهالي غزة، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية والطبية لهم على نحو آمن ومستدام.
من جهته ذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنه وجه رسالة حول الأوضاع في غزة إلى رئيس مجلس الأمن في السادس من ديسمبر 2023، يفعّل فيها المادة رقم 99 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تتيح للأمين العام تنبيه المجلس حول أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين.
وثمن سموه جهود أنطونيو غوتيريش، وأفاد بأن دولة الإمارات ستقدم مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية، وذلك بدعم المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، عبر منصة «إكس» أمس الخميس، «قدمت دولة الإمارات مشروع قرار إلى مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لدواع إنسانية استجابة للوضع الكارثي في القطاع وتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق كما أورد الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته».
وكان غوتيريش أرسل، أمس الأول الأربعاء، خطاباً لمجلس الأمن بشأن غزة، متطرقاً للمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة، إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية. واعتمد الأمين العام على المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة التي نادراً ما تستخدم والتي تخول له «لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين».
ورحبت السلطة الفلسطينية بتفعيل غوتيرش المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لمواجهة ما يشهده قطاع غزة. واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أنها «خطوة ضرورية جداً تتسق مع المهام المنوطة بالمجلس ومؤسسات الشرعية الدولية، وتنسجم مع التحذيرات الدولية واسعة النطاق من تداعيات الكارثة الإنسانية التي حلت بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة جراء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل».
كما دانت الوزارة بشدة «الهجوم والتحريض الذي تمارسه إسرائيل ومسؤولوها على الأمين العام للأمم المتحدة، وتعتبره إرهاباً سياسياً لثني الأمين العام للأمم المتحدة عن أداء دوره وقيامه بمهامه وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان». وطالبت الوزارة قادة العالم والدول ب «دعم مبادرة غوتيريش والالتفاف حولها لدفع مجلس الأمن للوفاء بالتزاماته واتخاذ قرار بوقف إطلاق النار».
من جهة أخرى، أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن «دعمه الكامل» للرسالة غير المسبوقة التي أرسلها غوتيريش إلى مجلس الأمن بشأن غزة. وكتب سانشيز على منصّة «إكس» أنّ «الكارثة الإنسانية في غزة لا تطاق. أعبّر عن دعمي الكامل للأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش في تفعيله المادة 99 من ميثاق الأمم المتّحدة». ودعا سانشيز، في منشوره، مجلس الأمن الدولي إلى «التحرّك فوراً وفرض وقف إطلاق نار إنساني» في الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وانضم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الخميس، إلى دعم الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك بعد تفعيل الأخير المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة. وقال بوريل عبر منصة «إكس»: «أدعو أعضاء الاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن الدولي والشركاء الذين يشاركونهم الفكر إلى دعم الأمين العام للأمم المتحدة… على مجلس الأمن التحرك فوراً لمنع الانهيار الكامل للوضع الإنساني في غزة».
وفي نيويورك، ذكرت مصادر دبلوماسية أنّ مجلس الأمن الدولي سيجتمع على الأرجح، اليوم الجمعة، لدرس رسالة غوتيريش. وأكّد السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور أنّه «لا يمكننا الاستمرار من دون أن يتحمّل مجلس الأمن مسؤولياته».
(وكالات)