دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة، أمس الخميس، شهرها الثالث مع تواصل القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على مناطق عدة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، مخلفاً مئات القتلى والجرحى، فيما تواصلت المعارك الضارية بين القوات المتوغلة ومقاتلي الفصائل، وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر إضافية بين الضباط والجنود، بينهم نجل مسؤول حكومي كبير، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» استئناف تحليق مسيراتها في سماء القطاع بحجة البحث عن الرهائن.
وخلال ساعات يوم أمس، شهدت المناطق الشمالية لقطاع غزة غارات جوية وقصفاً مدفعياً شديدين، لاسيما في بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا وحي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما دارت أعنف الاشتباكات في مدينة خان يونس. وقالت أوساط عدة إن الأوضاع، في هذه المدينة، أشبه بالجحيم على غرار بقية أنحاء القطاع، بينما يتكدس مئات الآلاف من سكان القطاع في رفح على الحدود مع مصر.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن 350 فلسطيياً غالبيتهم نساء وأطفال قتلوا وأصيب 900 آخرون خلال ساعات يوم الخميس. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي، إن حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي ارتفعت إلى 17 ألفاً و177 قتيلاً و46 ألف جريح. وأضاف أن «70 في المئة من ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال والنساء». ولفت إلى أن «قوات الاحتلال استهدفت 130 مؤسسة صحية ما أدى إلى إخراج 20 مستشفى و46 مؤسسة ومركزاً للرعاية الأولية من الخدمة».
إلى ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أمس الخميس، إن إسرائيل اعتقلت إدارياً نحو 700 فلسطيني في غزة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الهيئة «اعتقل الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الشاباك، حتى أمس، نحو 700 شخص في غزة، وتم تمديد اعتقالهم في إجراء إداري بموجب قانون المقاتلين غير الشرعيين».
ولفتت إلى أن هذا العدد لا يشمل الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم في غلاف قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر/ الماضي، والذين لم يتم تحديد أعدادهم.
وكانت هيئة البث أشارت سابقاً إلى أن الجيش الإسرائيلي أقام مركز تحقيق واعتقال لفلسطينيين تم اعتقالهم من داخل قطاع غزة. وفي سياق المعارك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، مصرع جنديين خلال القتال في قطاع غزة، من بينهما غال إيزنكوت ابن رئيس هيئة الأركان الأسبق الوزير في حكومة الحرب غادي إيزنكوت.
وإيزنكوت وزير بحكومة الطوارئ نيابة عن حزب الوحدة الوطنية بزعامة بيني غانتس، كما أنه مراقب في مجلس الوزراء الذي يقود صناعة القرار في الحملة العسكرية على غزة.
وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إن إيزنكوت تلقى نبأ مقتل ابنه أثناء قيامه بجولة في القيادة الجنوبية للجيش إلى جانب غانتس، وزير الدفاع السابق. وبمصرعه، يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في الهجوم البري على غزة إلى 89.
في أثناء ذلك، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أنها استهدفت غرف قيادة الجيش الإسرائيلي في المحور الجنوبي لمدينة غزة بصواريخ، كما استهدفت دبابة ميركافا ودكت تحشدات للقوات المتوغلة بقذائف الهاون في محور شمال مدينة خان يونس.
وذكرت «القسام» أنها استهدفت دبابتين إسرائيليتين في محور شرق مدينة خان يونس، كما هاجم مقاتلوها قوة راجلة مكونة من 15 جندياً بثلاث عبوات مضادة للأفراد خلفت عدداً من القتلى في محور شرق مدينة خان يونس.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أمس الخميس، أن الولايات المتحدة استأنفت تحليق طائرات مسيّرة غير مسلحة فوق قطاع غزة، للمساعدة في البحث عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة «حماس».
وكانت الرحلات الجوية قد توقفت خلال الهدنة، التي انتهت الأسبوع الماضي ولم تجدد.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون ليزا لورانس في بيان: «دعماً لجهود استعادة الرهائن، استأنفت الولايات المتحدة تحليق الطائرات المسيّرة غير المسلحة فوق غزة».
وأضافت: «نواصل تقديم المشورة والمساعدة لدعم شريكتنا إسرائيل أثناء عملها في جهود استعادة الرهائن»، حسب تعبيرها. (وكالات)