«الخليج» – وكالات
وافق مجلس بلديّة أمستردام العام الماضي على الخطّة التي اقترحتها الأحزاب التي تشكّل المجلس، حول ضرورة تخفيض سرعة السيّارات التي تسير ضمن المدينة، وتحددت السرعة المقررة إلى 30 كم /ساعة.
وقيدت أمستردام من هذا المنطلق ابتداء من الجمعة، لتصبح بذلك أول مدينة في هولندا تطبق هذا الحد من السرعة، في محاولة لجعل المدينة أكثر أماناً وهدوءاً.
وقالت ميلاني فان دير هورست، عضوة مجلس المدينة المسؤولة عن حركة المرور، إن الحد الأقصى للسرعة ضروري بسبب الازدحام المتزايد في المدينة، وأضافت أنه «نتيجة لذلك، هناك المزيد والمزيد من الحالات الخطرة في حركة المرور».
ومن المتوقّع أنّ تتخذ مدن (روتردام ولاهاي وأوتريخت وأنشخيدة ) نفس الخطوة خلال العام القادم حيث كان رؤساء بلديّات المدن الأربع الكبرى في هولندا قد طلبوا من الحكومة إقرار هذا التغيير على مستوى المملكة الهولنديّة بشكلٍ عام للتخفيف من حوادث المرور الناجمة عن السرعة.
وقال الناطق باسم مجلس مدينة أمستردام أنّ السبب الرئيسي وراء اتّخاذ هذا القرار هو «تأمين مدينة يمكن للناس التحرك فيها بسلام وسرور وأمان في الأماكن العامة دون أن يكون لديهم أيّ شعور بالخطر».
وأوضح «أتحدث عن أشخاص يخشون بالفعل ركوب دراجاتهم في المدينة بسبب الضغط المروري الكبير والسيّارات التي تسير بسرعة عالية نسبيّاً في مناطق ذات كثافة سكانيّة تعتبر كبيرة، أعتقد أن كل شخص يجب أن يكون قادراً على ركوب الدراجة عبر أمستردام دون أي قلق.
ووفقاً لعضو المجلس المحلي، فإن تقليل السرعة القصوى يحسن من سلامة وجودة الحياة في المدينة، حيث إن هناك (15) حالة وفاة على الطرق في أمستردام و800 حالة إصابة لأشخاص بجروحٍ خطيرة.
تقليل الضحايا
ووفقاً للبلدية، سيؤدي التخفيض الشامل للسرعة القصوى إلى (30) كيلومتراً في الساعة إلى تقليل عدد ضحايا المرور بنسبة (20 – 30)%. تزيد احتمالية وفاة المشاة بخمس مرات إذا صدمتهم سيارة تسير بسرعة 50 كيلومتراً في الساعة.
إضافة إلى ذلك، تتوقع المدينة ضوضاء أقل في المحرك والإطارات، ما سيوفر في المتوسط( 3 ) ديسيبل من ناحية أخرى، يتناقص عدد السيارات المارة في مكان واحد.
يتماشى معيار السرعة الجديد مع الخطط طويلة الأجل لجعل العاصمة أكثر ملاءمة للعيش وتتمثل في «عدد أقل من السيارات، ومساحة أكبر للمشاة، والمزيد من المساحات الخضراء.
وتلغي أمستردام عشرات الآلاف من أماكن وقوف السيارات، وتخلط بين تدفقات حركة المرور، وتغلق الطرق لإبطاء سائقي السيارات الذين يرغبون في القيادة مباشرة عبر المدينة.
في الوقت نفسه، يتم إنشاء مسارات منفصلة للدراجات وتشجيع استخدام وسائل النقل العام والسيارات المشتركة، تعمل أوتريخت ولاهاي وإنشخيده أيضاً على تقليل السرعة القصوى، حيث تقول المجالس البلديّة في تلك المدن أنّ سلامة الناس في الشوارع أكثر أهمية من وظيفة المرور.
وسيكون للسرعة المنخفضة تأثير سلبي على وسائل النقل العام،حيث يستغرق الترام وخاصة الحافلات، وقتاً أطول في طريقهم، ما يعني أن هناك حاجة إلى مزيد من المعدات لتوفير نفس المستوى من الخدمة.
وتفكر أمستردام في الحفاظ على سرعة (50) كيلومتراً في الساعة على ممرات الترام، بما في ذلك الحافلات وسيارات الأجرة.
وتخصص أمستردام (4.7 )مليون يورو لحملة إعلامية وتعديلات للحد من السرعة مثل إشارات المرور الجديدة ولوحات التوجيه،حيث يقول مجلس المدينة أنّ تطبيق القرار سيكون مهمة الشرطة التي ستقوم بنشر المزيد من كاميرات السرعة.
ويتوقع عضو المجلس البلدي في أمستردام أن يرى معظم مستخدمي الطريق فائدة حد السرعة الجديد.