«الخليج» – وكالات
تجد السويد نفسها في مواجهة عقبات كثيرة في سعيها إلى الحصول على الضوء الأخضر من أنقرة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما بين المطالب التركية التي يصفها المحللون بأنها شبه المستحيلة والتظاهرات المناهضة لتركيا والتي ينظمها ناشطون متطرفون في السويد.
ولاحت في الأفق تعقيدات جديدة في ملف انضام السويد لحلف الشمال الأطلسي، حيث ربط حلفاء ستوكهولم إتمام صفقات استراتيجية كانت قد عقدتها مع أنقرة بالموافقة على الانضمام، كما تصر تركيا على عدة شروط تفرضها على السويد للنظر في اماكنية انضمامها وربطت الملف مقابل موافقة الولايات المتحدة على صفقة طائرات «إف 16».
وتتهم تركيا السويد بفتح أراضيها ومؤسساتها أمام حزب العمال الكردستاني وواجهاته المختلفة.
شروط تركية
ومن أجل انضمام السويد للحلف الذي يضم 31 دولة كانت آخرهم فنلندا التي تقدمت بطلب عضويتها مع ستوكهولم، اشترطت تركيا في يناير الماضي، على وجه الخصوص، بذل المزيد من الجهود في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تسليم أشخاص تتهمهم تركيا بأن لهم صلة بالإرهاب.
وأعلنت السويد رفضها للشروط التركية، مؤكدة أنه لا يمكنها تلبية مطالب تركيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ولا تستطيع قبولها، مشيرة إلى أن تركيا تعرقل بمطالبها هذه انضمام السويد منذ مايو.
وبسبب تظاهرة مناهضة لأنقرة في ستوكهولم، أثارت غضباً تركياً، ألغت أنقرة زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي، لبحث التحفظات التركية.
وفي ديسمبر 2022، شهد ملف انضمام السويد إلى الناتو، «انفراجة طفيفة» بعد عثرات عديدة، وذلك حينما أعلن وزير خارجية السويد من أنقرة، تجريمَ العمل مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا ضمن قوائهما لـ«الجماعات الإرهابية».
«إف 16»
فيما ربط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة، مصادقة تركيا على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، بموافقة «متزامنة» من الكونغرس الأمريكي على بيع طائرات إف-16 لأنقرة.
وقال الرئيس التركي: إن «كندا لا تتحدث سوى عن السويد عند التطرّق إلى الكاميرات التي نريد شراءها لمسيّراتنا، والولايات المتحدة تفعل الشيء ذاته، أنتم تقولون إنكم ستتخذون إجراءات بشأن مسألة بيع طائرات اف-16 بعد أن يوافق عليها الكونغرس، افعلوا بشكل متزامن ومتكافل ما يتعيّن عليكم القيام به، وسيتخذ برلماننا القرار اللازم بشأن السويد».
وبدأ البرلمان التركي في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر دراسة بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، المعلّق منذ أيار/مايو 2022، لكن تم تأجيل المناقشات لاحقاً.
وكانت تركيا قد لعبت الورقة السويدية في السابق، في محاولة للحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة لشراء طائرات إف-16، التي تحتاج إليها لتحديث قوّاتها الجوية.
وطلبت الدولة، العضو في حلف شمال الأطلسي، في أكتوبر/تشرين الأول 2021 شراء 40 مقاتلة من طراز إف-16 من شركة لوكهيد مارتن و79 مجموعة تحديث لطائراتها الحربية الحالية.
وتؤيد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الصفقة البالغ قيمتها 20 مليار دولار، لكن هناك اعتراضات في الكونغرس الأمريكي على تأخير تركيا لتوسع حلف شمال الأطلسي بالتوسع بضم السويد وعلى سجلها في مجال حقوق الإنسان.
وقال أردوغان: «إذا كان لديك كونغرس، فأنا لدي برلماني، وأنت تقول إنك ستتخذ خطوة في مسألة طائرات إف-16 بعد إقرارها في الكونغرس. ولدي أيضاً برلمان».
وأضاف: «إذا كنا حليفين في حلف شمال الأطلسي، فافعلوا ما يتعين عليكم القيام به في وقت واحد، وسيتخذ برلماننا القرار اللازم».
وازداد الوضع تعقيداً مع استياء أنقرة من واشنطن بشأن دعمها لإسرائيل في حربها ضد حماس.
وأعلنت السويد في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر أنها تلقّت تأكيدات أن تركيا ستصادق على عضويتها في غضون أسابيع قليلة.
لكنّ لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي لم تحدد بعد موعداً جديداً لاستئناف دراسة بروتوكول الانضمام.
وبعد 17 شهراً من الجمود، أحال رجب طيب أردوغان في نهاية تشرين الأول/أكتوبر على النواب الأتراك بروتوكول انضمام الدولة الاسكندنافية إلى «الناتو».
وتعد تركيا إلى جانب المجر، آخر عضوين في حلف شمال الأطلسي يمنعان انضمام السويد إلى الحلف، وذلك بعد المصادقة على دخول فنلندا.
وكان أردوغان قد رفع حقّ النقض (الفيتو) في تموز/يوليو، بعد أشهر من الضغط على القادة السويديين، مندداً بتساهلهم تجاه بعض اللاجئين الأتراك والأكراد الذين تتهمهم أنقرة بـ«الإرهاب».
كاميرات للمسيّرات من كندا
وأظهر نص مقابلة أردوغان مع وسائل الإعلام أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال إن كندا تصر على تصديق أنقرة على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي قبل أن تستأنف تصدير كاميرات الطائرات المسيّرة إلى تركيا.
وفي حديثه مع صحفيين على متن طائرة أثناء عودته من أثينا في وقت متأخر الخميس، قال أردوغان إن الولايات المتحدة اتفقت مع كندا على هذه القضية، لكن طلب السويد الخاص بحلف شمال الأطلسي سيقرره البرلمان التركي.
وعندما ألمح أردوغان في مؤتمر لحلف شمال الأطلسي في يوليو/تموز إلى أن السويد ستحصل في نهاية المطاف على الضوء الأخضر للانضمام إلى الحلف، ذكرت «رويترز» أن كندا العضو أيضاً في الحلف وافقت على استئناف المحادثات مع تركيا حول رفع قيود التصدير على أجزاء الطائرات المسيّرة بما في ذلك المعدات البصرية.
وقال أردوغان: «فيما يتعلق بمسألة كاميرات الطائرات المسيّرة التي أردناها منهم، تقول كندا بإصرار: السويد.. السويد، والولايات المتحدة تكرر نفس الشيء». ولم تعلق السفارة الكندية على الفور على الأمر.