أبوظبي: عماد الدين خليل
نجح الفريق الطبي بمستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، بإجراء عملية معقدة لزراعة كبد لمريض تبرعت بها أمه لتهديه حياة جديدة، بعد تشخيص حاله بالتهاب الأقنية الصفراوية المصلِّب الأوَّلي، وهو مرض مناعي ذاتي يصيب القنوات الصفراوية داخل الكبد وخارجها.
وأزال الأطباء جزءاً من كبد والدة المريض، ثم استخدموه ليحل محل الكبد المصابة، وكانت العمليتان طويلتين ومعقدتين للغاية، وتكللتا بالنجاح وتعافى المريضان جيداً ويمارسان حياتهما الطبيعية.
وقال الفريق الطبي إن المريض عانى مشكلات صحية منذ طفولته، وفي السابعة عشرة تدهورت صحته، وجاء إلى المستشفى وبعد إجراء الفحوص الطبية شخّصت حالته بالتهاب الأقنية الصفراوية المصلِّب الأوَّلي.
وأضاف أن عملية التبرع بالكبد استغرقت ثلاث ساعات ونصف الساعة، فيما استغرقت عملية الزراعة نحو 10 ساعات، ومثل تلك العمليات تحتاج إلى فريق جراحة خبير ومتمرس، حيث تحتاج لجهود تقنية عالية الدقة وتتطلب جراحة تنظيرية مجهرية لربط الشريان والأقنية الصفراوية. لافتاً إلى أن عملية زراعة الكبد كانت صعبة لأن الأوعية الدموية للمريض كانت ضيقة، كما أنه يافع ولم يكتمل نموه.
وأكد أن وظائف المريض الحيوية عادت لتعمل كما يجب وهو يعيش حياة طبيعية، ويستمتع بوقته مع أصدقائه ويمارس النشاطات الطبيعية وعاد ليمارس النشاطات التي حرم منها قبل أن يخضع لزراعة الكبد، كما عادت والدته بالطبع لتمارس حياتها بشكل طبيعي وتعتني بإبنها وتقوم بنشاطاتها كما كانت قبل إجراء العملية.
وقالت والدة الطفل يوسف النقبي، إن قصته مع المرض بدأت منذ طفولته حيث كان يعاني مشاكل صحية تزداد باستمرار، وكانت في بداية الأمر فقداناً للشهية، ورغبة شديدة في النوم، فقررنا الذهاب للمستشفى لمعرفة ماذا به، وبعد إجراء الفحوص أكد الأطباء أنه بحاجة إلى إجراء عملية زراعة كبد بأسرع وقت ممكن لإنقاذ حياته.
وأضافت «عندما أخبرني الأطباء بسرعة إجراء العملية كنت قلقة بشأن احتمالية الانتظار للعثور على المتبرع المناسب، فأصررت على أن أتبرع بجزء من كبدي لابني لإنقاذ حياته، وكشفت الاختبارات بعدها أن العينات الطبية الخاصة بي مطابقة ليوسف وبالفعل كانت أنا المتبرع لذلك تم إجراء العمليات الجراحية المطلوبة».
وتابعت: «عندما فتح ابني عينيه بعد الجراحة، كانت من أجمل لحظات حياتي، ويقول الأطباء إنني منحته حياة جديدة، وهذا أكبر إنجازاتي التي أفتخر بها».
وأعرب يوسف عن فرحته بنجاح العملية، قائلا «أشكر الله أن أهداني أماً مثل أمي، والشعور الذي بداخلي لا يمكن وصفه والحمد لله على نعمة وجود أمي في حياتي».