قُتل مدنيان وأصيب آخرون في هجمات روسية منفصلة في أوكرانيا، فيما كشف خبير عسكري روسي عن سلاح رئيسي لتدمير مقاتلات «إف-16» التي وعد الغرب بتقديمها إلى كييف، في وقت أفادت وسائل إعلام أمريكية أن واشنطن غير راغبة بمساعدة أوكرانيا بسبب خسائرها الفادحة وفشل هجومها المضاد.
قتيلان ومصابون في هجمات
قالت السلطات الأوكرانية، السبت، إن مدنياً قُتل وأصيب آخر بعد أن أسقطت قوات روسية عبوة ناسفة من مسيّرة على بلدة بيريسلاف في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا. وأشارت إلى أن القتيل والمصاب كانا يسيران في الشارع وقت الهجوم.
وقال مسؤولون أوكرانيون، إن طائرات حربية روسية أطلقت 19 صاروخاً بعيد المدى صوب أهداف في أوكرانيا، مما تسبّب في مقتل مدني في منطقة دنيبروبتروفسك بوسط البلاد وإصابة ثمانية آخرين، وإلحاق أضرار بمنشأة صناعية وخطوط كهرباء.
وقال يوري إهنات، المتحدث باسم سلاح الجو، في تصريحات بثها التلفزيون، إن الدفاعات الجوية أسقطت 14 صاروخاً فوق المنطقة خارج كييف وفي دنيبروبتروفسك. وذكر أن الضربة ألحقت أضراراً بخطوط كهرباء ومنشأة صناعية لم يذكر اسمها وأكثر من 20 منزلاً في بلدتي بافلوغراد وتيرنيفكا وقريتي يوريفسكا ومجيريتش.
ترياق روسي ضد إف 16
أكد مصدر روسي أن صواريخ «40 إن 6» المخصصة لأنظمة «إس-400» الصاروخية التي تستخدم في منطقة العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا ستصبح من إحدى الوسائل الرئيسية لتدمير مقاتلات «إف-16» الموعود تسليمها إلى أوكرانيا.
وقال المصدر لوكالة «نوفوستي»: «تستخدم أنظمة «إس-400» المشاركة في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا صواريخ «40 إن 6» الموجهة بعيدة المدى والأكثر تقدماً في فئتها بالعالم والمزودة برأس موجّه بقدرات فريدة.
وبفضل هذا الصاروخ يمكن لمنظومة «إس-400» بالتعاون مع طائرة كشف رادارية بعيدة المدى من طراز «أ 50 أو» إصابة أهداف وراء الأفق، بما فيها ذات المناورة عالية السرعة وعلى ارتفاعات منخفضة جداً.
ومن المحتمل أن تصيب أنظمة «إس-400» بصواريخ «40 إن 6» مقاتلات «إف-16» فور إقلاعها بعد نشرها في المطارات الأمامية».
وأضاف أنه «من المتوقع أن تصبح هذه الصواريخ من إحدى الوسائل الرئيسية، بالإضافة إلى المقاتلات الروسية لتدمير مقاتلات «إف-16».
وأشار إلى أن مقاتلات «إف-16» لا تمثل أي صعوبة من حيث كشفها وتدميرها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الروسي، مشدداً على أن تقديم هذه المقاتلات من قبل الجانب الأوكراني كآلية مهمة لرفع القدرة القتالية للقوات الأوكرانية هو دعاية لا غير».
ووافقت هولندا والدنمارك على تسليم مقاتلاتها من طراز «إف-16» لأوكرانيا، وتخطط هولندا لإرسال أول المقاتلات الموعودة إلى كييف العام المقبل.
الفشل والانكماش
من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام غربية، إن الولايات المتحدة غير راغبة بمساعدة أوكرانيا؛ بسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بالعتاد العسكري الغربي، ونتيجة فشل الجيش الأوكراني بهجومه المضاد.
وكتبت مجلة «ميلاتري واتش»: إن «حجم الخسائر التي واجهتها أوكرانيا والفشل المعترف به على نطاق واسع لعملياتها الهجومية لعب دوراً مهماً في تعزيز المعارضة في الولايات المتحدة لتوفير المزيد من الأسلحة أو التمويل للمجهود الحربي لصالح كييف».
ولفتت المجلة إلى أن قطع المساعدات قد يقوّض ليس فقط قدرة كييف على دعم العمليات العسكرية، قدرة الدولة الأوكرانية على أداء حتى أبسط المهام. فضلاً عن أن المخاوف في الولايات المتحدة من أن سمعة أفضل دبابة أمريكية من طراز «إبرامز -إم-1» يمكن أن تتأثر بشكل لافت بعد تدمير الجيش الروسي أفضل دبابات غربية تسلمتها كييف، ما دفع الولايات المتحدة إلى الضغط على أوكرانيا لمنع إرسال الدبابات والمدرعات الغربية إلى الخطوط الأمامية.(وكالات)