فيما يدخل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) أيامه الأخيرة، شدد سلطان الجابر، رئيس المؤتمر، على ضرورة أن يأتي الوزراء والمفاوضون إلى الاجتماعات الحاسمة الأخيرة من دون تصريحات معدة مسبقاً، وبدون خطوط حمراء صارمة، وأن يكونوا مستعدين للتسوية.
يأتي ذلك في الوقت الذي وصلت فيه محادثات المناخ إلى طريق مسدود حول نقطة ما إذا كان يجب التخلص تدريجياً من الوقود الأحفوري أم خفضه، قبل يوم ونصف اليوم من الوقت المخصص للمفاوضات وانتهاء القمة التي بدأت في 30 نوفمبر تشرين الثاني وتنتهي في 12 ديسمبر كانون الأول الجاري.
التحدي الرئيسي: مستقبل الوقود الأحفوري
تظل قضية مستقبل الوقود الأحفوري هي النقطة الرئيسية في المفاوضات، ولكن هذا ليس الأمر الوحيد، إذ تشعر البلدان النامية أو دول الجنوب بالغضب من عدم استجابة الدول الغنية لنداءاتها للمساعدة في التكيف مع تأثيرات أزمة المناخ خلال المفاوضات.
حول معرفة مطالب بعض هذه الدول، استطلعت «CNN الاقتصادية» آراء كل من رئيسي الوفدين المصري والتونسي في كوب 28 لفهم مطالبهما وتوقعاتهما، فمصر وتونس تعتبران من الدول النامية في المنطقة العربية، وفي الوقت نفسه تعانيان بشدة من تغير المناخ وبعض التباطؤ الاقتصادي.
قال رئيس الوفد المصري ومساعد وزير الخارجية المصري وائل أبو المجد «نجاح المؤتمر في التوصل إلى مخرجات في جميع المسائل المطروحة يتضمن بالطبع صندوق الخسائر والأضرار.. نجحنا في اعتماد القرار، ولكن بالنسبة للدول النامية فإن الأولوية الرئيسية هي توفير وسائل الدعم والتمويل.. إذ تعتبر قضية تمويل المناخ عائقاً أساسياً أمام قدرة الدول النامية على تحقيق التزاماتها».
وأضاف أبو المجد «قضية تمويل المناخ إذا كانت معتمدة على توفير القروض بأسعار فائدة تجارية فلن تكون ذات قيمة.. نحن نتطلع بشدة إلى التمويل الميسر لجوانب التخفيف والمنح لجوانب التكيف التي تمثل أولوية للدول النامية».
من جانبه، قال رئيس الوفد التونسي محمد الزمرلي، منسق معني بتغير المناخ في وزارة البيئة التونسية «قضية تمويل المناخ ستظل هي العائق الأساسي أمام قدرة الدول النامية على الوفاء بالتعهدات التي أخذتها على عاتقها، وتعاني تونس في هذا الوقت من بعض الأمور الاقتصادية، ولكن حتى في الظروف العادية يظل تمويل المناخ قضية أساسية بالنسبة لنا».
أمل في تسوية تاريخية
تعكس هذه المقابلات تحديات ملموسة تواجه الدول النامية في ما يتعلق بالتمويل لمواجهة تغير المناخ وتحقيق التزاماتها.. تأمل هذه الدول في التوصل إلى تسوية تاريخية تضمن توفير الدعم المالي اللازم لها من أجل التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من حدتها.
وفي الختام، يبقى مؤتمر كوب 28 على مفترق طرق حاسم، إذ يجب على الدول الغنية والفقيرة العمل معاً من أجل مستقبل أفضل للعالم والبيئة.