بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية في تجاوز حدود الرقابة العسكرية لكشف خسائر الجيش في قطاع غزة، وأعلنت أن المستشفيات تستقبل يومياً نحو 60 جريحاً من الجنود، فيما قتل خمسة أمس، بينهم ابن شقيقة رئيس الأركان السابق وعضو مجلس الحرب غادي إيزنكوت بعد مقتل نجله قبل يومين، فيما تواصل القصف المدمر في أنحاء القطاع مخلفاً عشرات الضحايا أغلبهم نساء وأطفال.
أفادت الإذاعة الفلسطينية، مساء أمس، بمقتل 40 شخصاً على الأقل في قصف إسرائيلي على وسط قطاع غزة، مشيرة إلى مقتل ما يزيد على 170 وإصابة آخرين في استهدافات إسرائيلية طالت مختلف أنحاء قطاع غزة.
وفي وقت لاحق، ذكر تلفزيون فلسطين أن 37 شخصاً من عائلة واحدة قُتلوا في قصف إسرائيلي على منزل ومصنع في شارع صلاح الدين في جباليا شمال القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، مساء أمس، ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 17700 قتيل، 48780 مصاباً منذ 7 أكتوبر الماضي. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، في بيان: «وصل للمستشفيات خلال ساعات 210 قتلى و2300 إصابة، وما زال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات».
وأضاف القدرة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب «خلال ساعات 20 مجزرة مروعة وأباد عائلات بكاملها، ووصلتنا عشرات المناشدات من مواطنين في الأحياء السكنية والمدارس، بينما أفادت تقارير بأن إسرائيل قتلت أكثر من 10 آلاف طفل ورضيع منذ بدء هجومها على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، مقتل 5 من ضباطه وجنوده في معارك بقطاع غزة 4 منهم جنوبي القطاع، بينهم ابن شقيقة رئيس الأركان السابق وعضو مجلس الحرب غادي إيزنكوت بعد مقتل نجله قبل يومين.
وبحسب البيانات على موقع الجيش، أصبح العدد الإجمالي للجنود القتلى 425. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: «سمح الناطق بلسان الجيش بنشر أسماء خمسة جنود سقطوا في المعارك بقطاع غزة، وهم الرقيب أول لياف عطية 25 عاماً من بئر السبع. والرقيب أول عمري بن شاحار 25 عاماً. والرقيب ماؤور كوهين إيزنكوت 19 عاماً، والرقيب يوناتان دين حاييم 25 عاماً. وقد قتلوا جميعاً في معركة جنوب قطاع غزة. والرقيب حاييم مئير إيدن 20 عاماً، توفي متأثراً بجراحه أمس بعد إصابته بجروح خطيرة في 7 أكتوبر».
وظهر ضمن القتلى اسم ابن شقيقة رئيس الأركان السابق وعضو مجلس الحرب إيزنكوت الذي قتل نجله أمس الأول في معارك شمالي قطاع غزة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 15 جندياً بجروح خطيرة، معظمهم بشمالي قطاع غزة.
وفي وقت سابق أمس، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن خمسة آلاف جندي إسرائيلي أصيبوا منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر الماضي. وأضافت الصحيفة أن 2000 من الجنود الجرحى اعترفت بهم وزارة الجيش حتى أمس كمعاقين، وأن 58% من جرحى الجيش الإسرائيلي يعانون إصابات حرجة في الأيدي والأرجل. وأوضحت أن المستشفيات في حالة تأهب، ونظراً إلى الضغط الكبير الذي تعانيه، تضطر لإخراج المرضى سريعاً لاستقبال جرحى جدد. وأكدت «يديعوت أحرونوت» أن قسم إعادة التأهيل بوزارة الدفاع الإسرائيلية يستقبل يومياً 60 جريحاً، ومعظم الإصابات خطرة.
وفي وقت لاحق مساء أمس، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، الإجهاز على قوتين خاصتين إسرائيليتين بعد وقوعهما في كمينين بقطاع غزة. وذكر المركز الفلسطيني للإعلام، نقلاً عن مسؤول في الكتائب: «إن قوتين خاصتين إسرائيليتين وقعتا في كمينين داخل حي الشيخ رضوان ومنطقة الكرامة في غزة، ومقاتلونا تمكنوا من الإجهاز على عناصر القوتين الخاصتين، وانسحبوا من المكان». كما أشارت «كتائب القسام» إلى استهداف غرف قيادة إسرائيلية في المحور الجنوبي لمدينة غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل، فيما أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، استهداف آلية عسكرية إسرائيلية يحتمي بها عدد من الجنود، وتحقيق إصابات مباشرة، وذلك في منطقة الشيخ رضوان غرب غزة.
إلى ذلك، أعطت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس السبت، موافقتها على إمكانية بيع قذائف دبابات إلى إسرائيل، تقدر قيمتها بأكثر من 100 مليون دولار. وذكرت وكالة «رويترز» أن الصفقة تتعلق بقذائف من طراز 120 مليمتراً. وأضافت أن قيمة الصفقة تبلغ 106.5 مليون دولار.(وكالات)