توصلت دراسة نشرتها صحيفة إسرائيلية، أمس الأحد، إلى أن حملة القصف الجوي التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة «غير مسبوقة»، وأنها تسببت في وقوع قتلى من المدنيين بنسبة أعلى من متوسط الضحايا المدنيين في جميع حروب القرن العشرين، فيما حذّر ساسة ومعلقون إسرائيليون من أن الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة تتجه إلى الفشل، مشيرين إلى نقص الحلول السياسية، كما أن الأهداف العسكرية تبدو بعيدة التحقيق.
ووفق الدراسة، التي أجراها ياجيل ليفي، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة المفتوحة في إسرائيل، ونشرتها صحيفة «هآرتس» أمس الأحد، وقد وجدت أنه في ثلاث هجمات إسرائيلية سابقة على غزة، وقعت في الفترة من 2012 إلى 2022، لم تتعد نسبة القتلى من المدنيين 40 في المئة من إجمالي عدد الضحايا. وانخفضت هذه النسبة إلى 33 في المئة في حملة القصف التي وقعت في وقت سابق من هذا العام».
أما في الأسابيع الثلاثة الأولى من حملة القصف الإسرائيلية الحالية، فقد ارتفعت نسبة القتلى المدنيين إلى 61 في المئة، وهو ما وصفه ليفي بأنه عملية قتل غير مسبوقة تنفذها القوات الإسرائيلية في غزة.
وهذه النسبة أعلى بكثير من متوسط عدد القتلى المدنيين في جميع الصراعات التي دارت حول العالم خلال القرن العشرين، والتي شكل فيها المدنيون نحو نصف القتلى، بحسب ليفي.
في الأثناء يتواصل السجال الإسرائيلي حول إدارة الحرب، وقال النائب السابق رومان بروفمان: إن «إدارة الحرب محكوم عليها بالفشل، لأنه لا يوجد في الأفق حل سياسي ومفاوضات جادة لتبادل الأسرى».
من جهته، قال كبير المعلقين في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم برنيع: إن «إسرائيل مطالبة بتخفيض سقف توقعاتها من الحرب على غزة التي تبدو بعيدة عن النهاية ولا تحقق أهدافها».
وفي تقرير نشرته الصحيفة في عددها، الصادر أمس الأحد، سخر برنيع من الصحفيين الإسرائيليين الذين يحاولون رفع معنويات الجمهور الداخلي عبر وصف مقاتلي الفصائل الفلسطينية بالجبناء، قائلاً: «ليتهم كانوا جبناء. لو كانوا جبناء لخرجوا من فوهات الأنفاق بجموعهم، رافعين الأيادي والأعلام البيضاء».
وأشار إلى أن الحرب على غزة تتأثر بالصراع الدائر بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت، مشيراً إلى أن كليهما يحرصان على أن يعرف الجمهور بأنه هو فقط من يدير الحرب. (وكالات)