برلين – (أ ف ب)
بدأت الأربعاء، في برلين محاكمة عميل استخبارات ألماني، يُشتبه في قيامه بالتجسّس لحساب روسيا وشريك مفترض له، وذلك بتهمة «الخيانة العظمى».
وتأتي هذه الجلسة التي وصفتها مجلة «دير شبيغل»، بأنها «أكبر محاكمة في قضية تجسّس» في البلاد منذ عقود، في سياق التوترات التي تحيط بالحرب الروسية الأوكرانية.
وأكدت المتحدثة باسم المحكمة ليزا جاني، أنّ الجلسة «تُعقد في ظل ظروف أمنية مشددة، لأنّ معلومات سرية صادرة عن أجهزة الاستخبارات الفيدرالية الألمانية (بي إن دي) نُقلت على الأرجح إلى جهاز استخبارات أجنبي».
وستُخصّص المحاكمة التي بدأت الأربعاء، بتأخير ساعة تقريباً لقراءة لائحة الاتهام، بحضور المُتهمَين المسجونَين احتياطياً منذ توقيفهما، الأول في كانون الأول/ديسمبر 2022، والثاني في كانون الثاني/يناير 2023.
ويُشبته بأنّ كاستن إل (53 عاماً) الذي يعمل في الاستخبارات الفيدرالية الألمانية وشريكه المفترض ارتور إي وهو رجل أعمال مستقل (32 عاماً)، ارتكبا «خيانة عظمى في حالتين خطيرتين». وهما يواجهان احتمال سجنهما بين خمس سنوات ومدى الحياة.
وأفادت معلومات بأن المتهمَين نقلا مرتين في خريف 2022 بعد حوالى ثمانية أشهر على بدء الحرب في أوكرانيا، إلى أجهزة الأمن الروسية وثائق ومعلومات «سرية»، حسب لائحة الاتهام.
وقام كارستن إل بطباعة أو تصوير وثائق سرية في قاعدة بيانات دائرة الاستخبارات الفيدرالية الألمانية لتسليمها إلى ارتور إي الذي أرسلها بدوره إلى جهاز الأمن الفيدرالي في موسكو.
وجرت الاتصالات بين عملاء أجهزة الأمن الفيدرالي الروسية وارتور إي من خلال رجل أعمال روسي، بحسب لائحة الاتهام.
– «450 ألف يورو» –
وأضافت لائحة الاتهام أن رجل الأعمال الروسي الذي يخضع لتحقيق منفصل، «نظم الاجتماعات» و«حجز ودفع ثمن رحلات آرتور إي بين موسكو وألمانيا». وأنه مقابل خدماتهما، تلقى كارستن إل وارتور اي من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أموالا تبلغ قيمتها «450 ألف يورو على الأقل» للأول و«400 ألف يورو على الأقل» للثاني.
وذهب ارتور اي لتحصيل هذه المبالغ نقداً في موسكو في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وفي طريق عودته إلى ألمانيا، قام كارستن إي بترتيب تجاوزه سراً «أجهزة مراقبة الأمن في المطار لدواع مهنية».
ويفيد محضر الاتهام بأن الرجلين التقيا للمرة الأولى في أيار/مايو 2021.
وبحسب مجلة «دير شبيغل»، فإنّ تاجر الماس ارتور إي ورجل الاستخبارات الفيدرالية الألمانية كارستن إل التقيا خلال حفلة في بافاريا وربطتهما صداقة بصفتهما عسكريين سابقين.
وأقنع كارستن إل صديقه أرتور إي بالعمل كمخبر لدى الاستخبارات الألمانية، وتضاعفت اللقاءات غير الرسمية بينهما.
وبحسب البرنامج الزمني للمحاكمة، الذي يتضمن 51 جلسة استماع، من غير المتوقع صدور الحكم قبل منتصف تموز/يوليو.
وقالت المتحدثة باسم المحكمة «ستكون بالتأكيد إجراءات طويلة».