كثّف الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، مع دخول الحرب يومها الثامن والستين، قصفه الجوي والمدفعي على جنوب ووسط وشمال قطاع غزة، بالتزامن مع احتدام القتال البري في أنحاء مختلفة من القطاع، مخلفاً عشرات الضحايا بين الفلسطينيين، لترتفع بذلك الحصيلة، بحسب وزارة الصحة في غزة، إلى 18608 قتلى، و50594 مصاباً، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وفي وقت فتح الجيش الإسرائيلي النار على غرف مرضى في مستشفى كمال عدوان شمالي غزة، سجل أكبر حصيلة قتلى يومية في صفوف عسكرييه منذ بدء العمليات البرية في 27 أكتوبر في قطاع غزة.
أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل عشرة ضباط وجنود في كمين بحي الشجاعية، أحد أحياء مدينة غزة، رافعاً بذلك عدد قتلاه إلى 115 ضابطًا وجندياً، منذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة، في حين أعلنت «كتائب القسام» و«سرايا القدس» عن تدمير عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية، ونصب كمائن والاشتباك من نقطة صفر على محاور القتال، وقصف غلاف غزة ومدن وبلدات في العمق الإسرائيلي برشقات صاروخية.
وتواصل القصف الجوي والقتال البري، طوال ليل الأربعاء، في أنحاء قطاع غزة، خصوصاً في خان يونس ورفح في الجنوب وفي مدينة غزة في الشمال، وأسفر القصف الأخير عن مقتل أكثر من 50 شخصاً، ليل الثلاثاء الأربعاء، في مدينة غزة وخان يونس ورفح جنوباً، وكذلك في النصيرات ودير البلح (وسط)، بحسب وزارة الصحة. ووفقاً لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة في غزة، أدّى القصف الإسرائيلي إلى مقتل 18608 أشخاص، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال، و50594 مصاباً في الغارات الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر. وأعلنت «كتائب القسام»، و«سرايا القدس»، عن قتل عدد من الجنود وتدمير العديد من الآليات العسكرية الإسرائيلية، خلال الساعات الماضية، وأنهما تخوضان اشتباكات ضارية على محاور التوغل. وأصدرت «كتائب القسام» و«سرايا القدس» بيانات منفصلة، بشأن مسار المعارك الضارية في خان يونس وحي الشجاعية، وإعلانها عن تدمير عدد من الآليات وقتل جنود إسرائيليين، تزامناً مع قصف حشود إسرائيلية داخل غزة، وفي غلاف القطاع. كما أطلقت الفصائل الفلسطينية رشقات صاروخية على غلاف غزة، وكذلك في العمق الإسرائيلي، حيث أصاب أحد الصواريخ بشكل مباشر محلاً تجارياً، في مدينة اسدود. وأعلنت «كتائب القسام» مسؤوليتها عن «قصف مدينة أسدود برشقة صاروخية، رداً على استهداف المدنيين».
وفي يوم أسود لقواته، اعترف الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، بمقتل عشرة من ضباطه وجنوده، وقعوا في كمين خلال معارك في حي الشجاعية بضواحي مدينة غزة، بينهم ضابطان أحدهما برتبة عقيد، والآخر برتبة مقدم، كان يقود قاعدة متقدمة للواء المشاة غولاني، كما أشير إلى نقل 21 عسكرياً أصيبوا بجروح مختلفة إلى المستشفيات الإسرائيلية، وبذلك يرتفع عدد قتلى الضباط والجنود الإسرائيليين إلى 115 جندياً منذ بدء الحرب البرية على قطاع غزة.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، في بيان «القوات الإسرائيلية تشدد حصار واستهداف مستشفى كمال عدوان وإطلاق النار باتجاه غرف المرضى والساحات». وأضاف القدرة «نخشى وفاة 12 طفلاً في عناية الأطفال نتيجة تركهم بلا حليب، ومن دون أجهزة دعم الحياة». وكان القدرة أعلن، الثلاثاء، أن القوات الإسرائيلية قامت باقتحام مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع، وقامت بجمع الرجال في الساحة، وأكد في بيان أن القوات الإسرائيلية احتجزت مدير المستشفى أحمد الكحلوت، وعدداً من أفراد الطاقم.
في غضون ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين وملاحقة النازحين، الذين كان يزعم أنه يريد حمايتهم، إلى مراكز الإيواء الجديدة. وبعد الفرار من منازلهم في شمال القطاع، ثم من ملاجئهم في خان يونس، انتقل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع، عند الحدود مع مصر، وتحوّلت إلى مخيم ضخم للنازحين، حيث نصبت مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا»، إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح «يواجهون ظروفا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل الملاجئ وخارجها… كما أن غياب المراحيض يزيد من خطر انتشار الأمراض»، خصوصاً عندما تسبب الأمطار فيضانات. ورغم وجود هؤلاء النازحين في المكان، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف رفح، حيث أسفر قصفان على منزلين عن مقتل 24 شخصاً، الثلاثاء، وفق وزارة الصحة. (وكالات)