قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة «الأونروا»، فيليب لازاريني، أمس الخميس، إن الناس الذين يعانون من الجوع يوقفون شاحنات المساعدات التابعة لها في غزة، وإن تقديم المساعدات للأشخاص في ملاجئها يزداد صعوبة بسبب التكدس خارجها، في وقت يواجه فيه السكان عاصفة من الأمراض الفتاكة.
وصرح لازاريني للصحفيين، خلال فعالية للاجئين في جنيف، «الناس يوقفون شاحنات المساعدات، ويأخذون الطعام ويأكلونه على الفور». وأضاف: «ظهر الجوع خلال الأسابيع القليلة الماضية، ونلتقي بالمزيد والمزيد من الأشخاص الذين لم يأكلوا ليوم أو يومين أو ثلاثة أيام»،
وقال المتحدث باسم «الأونروا» كاظم أبو خلف، إن الوكالة الأممية لا تستطيع تقديم الخدمة بالشكل الطبيعي في قطاع غزة، في ظل عدم وجود استجابة إنسانية حقيقية، ونفاد المياه والمستلزمات الطبية والأدوية والأغذية، الأمر الذي سيزيد الأمور تعقيداً، وخطورة، ومأساة، مُحذراً من كارثة فعلية قد تدفع إلى تفشي الأوبئة.
ويواجه السكان المحاصرون، الذين نجوا من القصف والنيران الإسرائيلية، قاتلاً صامتاً غير مرئي يتمثل في الأمراض. وقال عشرة من الأطباء وعمال الإغاثة لوكالة «رويترز» إن نقص الغذاء والمياه النظيفة والمأوى أدى إلى وقوع مئات الآلاف في براثن الإصابة بصدمات، ولم يعد هناك مفر من انتشار الأوبئة في القطاع مع انهيار النظام الصحي.
وأظهرت بيانات من منظمة الصحة العالمية أنه في الفترة من 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى العاشر من ديسمبر/ كانون الأول، قفزت أعداد حالات الإصابة بالإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة 66 في المئة لتصل إلى 59895 حالة، وزادت 55 في المئة بين بقية الفئات من السكان في الفترة نفسها. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن الأرقام غير مكتملة حتماً نظراً لانهيار جميع الأنظمة والخدمات في غزة بسبب الحرب.
ومنذ انهيار الهدنة بين إسرائيل وحماس في الأول من ديسمبر/ كانون الأول، انتقل مئات الآلاف إلى ملاجئ مؤقتة، مثل المباني المهجورة والمدارس والخيام. وقال عمال الإغاثة إن كثيرين آخرين ينامون في العراء من دون مراحيض، أو مياه للاستحمام.
يقول عاملون في مجال الإغاثة إن المستشفيات والمراكز الصحية بحاجة لتكون قادرة على معالجة هذا العدد الكبير من الناس من تلك الأمراض لتجنب تفشي أوبئة بدلاً من معالجة جروح القصف والدمار فقط، وهي الحالات التي تفوق طاقتهم بالفعل.
ويقول أطباء وعاملون في مجال الإغاثة إن الرضع يعانون من الجوع أيضاً، في ظل غياب المياه النظيفة لخلط ألبان الرضع بها. وحتى الميسورين نسبياً من سكان قطاع غزة من العاملين لمصلحة وكالات دولية، أو شركات إعلامية، يقولون إن أطفالهم مرضى، ومعتلون حالياً، وليس لديهم ما يكفي من غذاء ومياه.
(وكالات)