رفضت إسرائيل، أمس الخميس، وضع جدول زمني لحربها على قطاع غزة، خلافاً لرغبة الإدارة الأمريكية التي أوفدت مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إلى تل أبيب، فيما حثت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، البيت الأبيض على أن يظهر المزيد من الاهتمام بالأضرار الإنسانية التي لحقت بغزة، وأن يظهر مسؤولية أكبر تجاه الفلسطينيين في القطاع، وحزماً أكبر ضد إسرائيل.
ذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه أبلغ مستشار الأمن القومي الأمريكي، أن إسرائيل ستواصل حربها على حركة «حماس». وقال نتنياهو إنه تحدث مع سوليفان حول التهديدات الإقليمية، وتأمين عودة الرهائن الذين تحتجزهم حماس، واستمرار المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة.
من جهته، أكد وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال لقائه سوليفان، أن الحرب في غزة «ستستغرق أكثر من بضعة أشهر»، وقال غالانت إنّ «حماس منظمة خطرة بنَت نفسها على مدى عقد لمحاربة إسرائيل، وأقامت بنية تحتية تحت الأرض، وفوق الأرض، وليس من السهل تدميرها»، مضيفاً «سيتطلب الأمر فترة من الوقت، سيستغرق أكثر من بضعة أشهر، لكننا سننتصر وسندمرهم»، على حد تعبيره. ورداً على ذلك، أكد متحدث باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تأمل أن «تتوقف» الحرب «في أسرع وقت»، وقال المتحدث جون كيربي، إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان، ناقش خلال زيارته لإسرائيل تحولاً للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة «في المستقبل القريب» نحو «عمليات أقل شدة».
وقبل هذه الرحلة التي تستمر، حتى اليوم الجمعة، قال سوليفان لصحيفة «وول ستريت جورنال» إنه سيناقش جدولاً زمنياً لإنهاء الحرب، ويحثّ المسؤولين الإسرائيليين على الانتقال إلى «مرحلة مختلفة من نوع العمليات عالية الكثافة التي نراها اليوم». وكان بني غانتس أعلن موقفه مما يسمى ترتيبات اليوم التالي للحرب على قطاع غزة. واستبعد أن يكون للسلطة الفلسطينية بشكلها الحالي أيّ دور في غزة. ويعتقد غانتس حسب صحيفة «إسرائيل اليوم» أن السلطة الفلسطينية ليست الهيئة القادرة على إدارة الحياة في قطاع غزة في المستقبل المنظور، رغم أن غانتس امتنع عن قول هذه الأمور صراحة. وبحسب تصوره فإن سيناريو عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع ليس على جدول الأعمال في هذه المرحلة.
من جهة أخرى، وبحسب تقرير لصحيفة «بوليتيكو»، قالت ثلاثة مصادر مطّلعة على الأمر، ومقربة من نائبة الرئيس الأمريكي، إن بايدن من بين المسؤولين الذين حثتهم هاريس على إظهار مسؤولية أكبر تجاه المواطنين الفلسطينيين. وقال شخص مقرب من مكتب نائبة الرئيس، إنها تعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تكون «أكثر صرامة» تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. ودعت إلى أن تكون «أكثر حزماً في السعي لتحقيق سلام طويل الأمد، وحل الدولتين». وفي محادثات داخلية حول الحرب في غزة، قالت هاريس إن الوقت قد حان للبدء بإعداد خطط لكيفية التعامل مع ركام الحرب بعد انتهاء القتال، حسبما قال مسؤول كبير في الإدارة.
إلى ذلك، عارض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، تصريحات السفيرة الإسرائيلية في لندن تسيبي هوتوفيلي حول استحالة إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بعد انتهاء القتال في قطاع غزة. وقال سوناك في حديث لقناة «سكاي نيوز»، أمس الخميس «يبقى موقفنا الواضح والثابت أن حل الدولتين هو الخيار الصحيح في هذا الوضع، فلا أحد يريد أن يستمر هذا الصراع لمدة أطول من اللازم». وكانت السفيرة الإسرائيلية في لندن، قالت إنه بعد انتهاء القتال في قطاع غزة، لن يكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة، لأنهم لم يرغبوا أبدا في دولة إلى جانب إسرائيل.
على صعيد آخر، قال مسؤول سياسي إسرائيلي بعد أنباء عن منع رئيس جهاز «الموساد»، من السفر إلى قطر، إن «له الحرية المطلقة في التصرف في ما يتعلق بملف استعادة الرهائن». وذكرت وسائل إعلام عبرية أن في «قرار مجلس الوزراء لإدارة الحرب (الكابينيت) بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن، تم الاتفاق على أن إسرائيل لن تبادر إلى مسار المفاوضات، لكن هذا لا يعني أنها ليست منفتحة على الأفكار»، فيما أوضحت أن «هناك خطوة معينة سيعلن عنها خلال أيام قليلة، وأن بعض المفاوضات ستبدأ في وقت مبكر من الأسبوع المقبل».
(وكالات)