كثفت إسرائيل غاراتها الجوية العنيفة على قطاع غزة، أمس الجمعة، بالتزامن مع الحرب البرية التي تشنها القوات الإسرائيلية في شمال ووسط وجنوب القطاع، وصولاً إلى أقصى الجنوب، عبر استهداف رفح على الحدود مع مصر، مخلفة عشرات القتلى والجرحى بين الفلسطينيين، فيما ردت الفصائل الفلسطينية برشقات صاروخية استهدفت مدينة القدس إلى جانب مستوطنات غلاف غزة، كما أوقعت المزيد من الخسائر بين الجنود الإسرائيليين وآلياتهم العسكرية.
تصاعدت سحب الدخان، أمس الجمعة في شمال القطاع وخان يونس كبرى مدن الجنوب، حيث وسعت القوات الإسرائيلية عملياتها البرية. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، فجر أمس الجمعة، سقوط «عشرات القتلى والجرحى» في ضربات جوية وقصف.
كما طال القصف مدينة رفح القريبة من الحدود مع مصر. وخاضت القوات الإسرائيلية ومقاتلو «حماس» معارك شرسة في أنحاء قطاع غزة، أمس الجمعة، مما يشير إلى أن الهجوم البري الإسرائيلي يواجه مقاومة أشد. وذكر سكان في القطاع أن معارك تدور في أحياء الشجاعية والشيخ رضوان والزيتون والتفاح وبلدة بيت حانون في شمال غزة، وشرق المغازي بوسط غزة، وفي وسط مدينة خان يونس الرئيسية بالجنوب، وكذلك أطرافها الشمالية. وأفادت المستشفيات في دير البلح وخان يونس ورفح بأنها شهدت تدفقاً جديداً للقتلى والجرحى في وقت مبكر أمس الجمعة، بينهم طفلان. وقال مسعفون وشهود إن أربعة قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في رفح، وإن الدبابات الإسرائيلية قصفت أهدافاً إلى الشرق مباشرة من المدينة قرب الحدود المصرية.
من ناحية ثانية، بات المدنيون يحتشدون في مناطق تتقلص مساحتها يوماً بعد يوم محاولين الإفلات من الضربات وسط ظروف إنسانية بائسة. وفي أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر استحالت مدينة رفح مخيماً ضخماً يضم مئات الخيم التي نصبت بالاستعانة بأوتاد وشوادر بلاستيكية وشراشف ويحتمي تحتها النازحون من المطر فيما الشتاء والبرد على الأبواب. إلا أن الضربات باتت تطال هذه المدينة يومياً. وأمس الجمعة راح فلسطينيون يبحثون بين الأنقاض بعد عملية قصف جديدة. وزعم الجيش الإسرائيلي أنه أكمل تدمير البنى التحتية التي تستخدمها الأجهزة الأمنية التابعة لحماس والمتمركزة في المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «قامت الطائرات المقاتلة والمروحيات القتالية والطائرات المسيرة عن بعد التابعة لسلاح الجو بقيادة هيئة الاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الجنوبية، خلال الأيام القليلة الماضية، بتدمير مواقع عسكرية ونقاط حراسة ونقاط مراقبة ومستودعات أسلحة وغرف قيادة وسيطرة تابعة لأجهزة الأمن العام التابعة لحماس، علماً بأنها تقع في المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر». وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن طلب تل أبيب من القاهرة السماح لها بنشر قوات إسرائيلية على معبر رفح، من أجل إحباط أي محاولة «لتهريب أسرى إسرائيليين أو هروب قادة حركة حماس داخل سيناء». كما ادعى الجيش الإسرائيلي أن «قواته دمرت مركز القيادة والسيطرة لكتيبة الشجاعية التابعة لحركة حماس، فيما استخدمت ذخيرة «اللدغة الحديدية» في خان يونس جنوب القطاع». في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت في القدس للمرة الأولى منذ 30 تشرين الأول/أكتوبر. ورأى صحفيون صاروخين على الأقل يتم اعتراضهما من منظومة الدفاع الجوي. وأعلنت «كتائب القسام» في بيان، أنها قصفت القدس برشقة صاروخية.
ومن جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري «ستشهد الأيام المقبلة المزيد من المعارك الصعبة» مشيراً إلى استخدام «أساليب قتال جديدة» مثل زرع عبوات ناسفة في أماكن يتردد عليها مقاتلون من حماس واختيار «الوقت المناسب» لتفجيرها. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، انه استعاد جثث ثلاث رهائن في قطاع غزة هم الجنديان نيك بيزير ورون شيرمان البالغان 19 عاماً والمدني الفرنسي الإسرائيلي إيليا توليدانو. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، ارتفاع حصيلة قتلاه في معارك قطاع غزة إلى 449 وذلك منذ 7 أكتوبر الماضي. ومنذ ساعات الصباح أعلن الجيش عن مقتل اثنين من عسكرييه، قتلا في معارك جنوب قطاع غزة أحدهما قائد دبابة في وحدة المجنزرات الحديدية. (وكالات)