واصلت القوات الإسرائيلية، أمس السبت، استهدافاتها في جميع أنحاء قطاع غزة، فيما يزداد الوضع الإنساني سوءاً أكثر فأكثر مع انتشار الجثث تحت الأنقاض وتفشي الأمراض، بينما تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، وأعلن مصرع 20 جندياً في معارك حي الشجاعية، فيما تتواصل خسائره وسط المعارك العنيفة التي يشهدها قطاع غزة.
في اليوم الحادي والسبعين من الحرب، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن العشرات من الفلسطينيين قُتلوا في غزة أمس السبت، جراء ضربات جوية إسرائيلية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن ما لا يقل عن 14 شخصاً قُتلوا جراء ضربات جوية أصابت منزلين في شارع غزة القديم في جباليا، وأن عشرات آخرين قُتلوا جراء ضربة أصابت منزلاً آخر في جباليا. وأفادت الوكالة أيضاً بأن عدداً كبيراً من المدنيين محاصرون تحت الأنقاض.
وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة، إن 18 ألفاً و800 فلسطيني قُتلوا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، من بينهم 8 آلاف طفل و6200 امرأة، كما أصيب 51 ألف شخص، فيما يوجد عدد كبير في عداد المفقودين.
في الأثناء، كشف تقرير حكومي فلسطيني، عن رصد إصابة مئات الآلاف من النازحين في قطاع غزة بأمراض مُعدية، نتيجة التكدس في مراكز الإيواء والمستشفيات، وسط تحذيرات من تحولها إلى أوبئة. وأضاف المكتب الإعلامي في تقريره، أن «ظروف النازحين في قطاع غزة تزداد صعوبة، حيث إن ذلك يُهدد بشكل واضح الأمن الغذائي والمائي والدوائي».
واضطرت الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى ترك منازلهم خلال الشهرين المنصرمين، ومنهم من تعرض لذلك عدة مرات.
وذكر سكان في القطاع أن معارك تدور في أحياء الشجاعية والشيخ رضوان والزيتون والتفاح وبلدة بيت حانون في شمال غزة، وشرقي المغازي بوسط غزة، وفي وسط مدينة خان يونس الرئيسية بالجنوب وكذلك أطرافها الشمالية.
وقالت القناة ال12 الإسرائيلية، إن 20 جندياً قتلوا في معارك الشجاعية شرق مدينة غزة خلال الأسبوع الأخير.
والأربعاء الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 10 من مقاتليه، بينهم ضباط، في كمين بحي الشجاعية، وأغلبيتهم من لواء غولاني أحد أهم وأقوى ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، وذلك ضمن إعلانات مماثلة مع اشتداد المعارك مع الفصائل الفلسطينية.
وبينما، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل محتجزة إسرائيلية أخرى في قطاع غزة، نشرت كتائب «القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، رسالة مصورة بثلاث لغات بعنوان «الوقت ينفد»، مفادها بأن إسرائيل لن تتمكن من تحرير أي من المحتجزين بالقوة.
وتضمن الفيديو مشاهد لأسرى إسرائيليين يخاطبون حكومتهم بأن الخطر عليهم يشتد بسبب القصف على قطاع غزة. كما تضمن المقطع مشاهد للقصف العنيف الذي ينفّذه الجيش الإسرائيلي على غزة. ووثقت المشاهد مقتل 9 محتجزين بغارات إسرائيلية استهدفت القطاع. وأظهرت المشاهد أيضاً عداداً للأرقام بدأ من 1 إلى 9 ومع كل رقم يتم الكشف عن صور لمحتجزين قبل مقتلهم ثم مصرعهم نتيجة للقصف.
إلى ذلك، قالت «كتائب القسام» إنها فجّرت عبوتين في قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 7 جنود، مؤكدة أنها أوقعتهم «بين قتيل وجريح»، وأشارت إلى أنها فجرت عبوة ثالثة مضادة للأفراد فور وصول قوة نجدة لإنقاذ الجنود. وأضافت «القسام» أنها استهدفت ناقلة جند إسرائيلية شمال مدينة خان يونس وجرافة، في أعقاب استهدافها 3 دبابات من طراز ميركافا شرق خان يونس.
وفي وقت لاحق أمس، قالت «كتائب القسام» إن مقاتليها قتلوا خمسة جنود إسرائيليين في المعارك بقطاع غزة.
(وكالات)