كثفت إسرائيل
قصفها الجوي والمدفعي على قطاع غزة، أمس الأحد، في اليوم ال 72 للحرب، موقعاً أكثر من 120 قتيلاً بين المدنيين الفلسطينيين، وذلك بعدما توعد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بمواصلة «الضغط العسكري»، رغم دعوات متزايدة لهدنة وإجراء تفاوض يتيح إطلاق المحتجزين في غزة، في وقت عادت شبكة الاتصالات والإنترنت تدريجياً إلى القطاع بعد انقطاع لثلاثة أيام، وبينما تواصلت المعارك الضارية في شمال ووسط وجنوبي القطاع، أعلنت الفصائل الفلسطينية عن تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، لكن الجيش اعترف بمقتل ثلاثة جنود وإصابة خمسة آخرين، وكشف قائد لواء جولاني الأسبق أن اللواء خسر ربع قواته حتى الآن في معارك غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 24 فلسطينياً في مخيم جباليا، مشيرة أن «كثيرين ما زالوا تحت الأنقاض». كما أدت غارات أخرى الى مقتل 12 شخصاً على الأقل في دير البلح. وقتل أكثر من ستين فلسطينياً في سلسلة غارات على شمال القطاع غزة، كما قتل عدد آخر في مناطق متفرقة. وتواصلت المعارك البرية الضارية بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في خان يونس جنوب القطاع، وقصفت القوات الإسرائيلية باحة مستشفى ناصر بالمدينة والمناطق المحيطة به، في غارة جوية جديدة على مدرسة هناك. كما لاحقت الغارات الإسرائيلية النازحين في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن أحد العاملين فيها توفي متأثراً بجروح أصيب بها خلال قصف إسرائيلي على رفح.
وذكرت وزارة الصحة في غزة، أمس الأحد، أن القوات الإسرائيلية أطلقت الكلاب بساحة مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، وجردت النازحين من ملابسهم ودهست الجرحى بالجرافات. ولفتت إلى أن «القوات الإسرائيلية حفرت حفرة كبيرة وألقت فيها جثث الضحايا باستخدام جرافاتها»، مطالبة «بتحقيق دولي بالقصف والحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية على مستشفى كمال عدوان».
من جانبها، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة مضادة للأفراد «رعدية» في قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 10 جنود شمال مدينة خان يونس. وأضافت أن التفجير أوقع الجنود بين قتيل وجريح. وقالت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد»، إنها استهدفت «3 آليات عسكرية إسرائيلية بقذائف التاندوم في حي الشيخ رضوان»، مشيرة إلى أن «مقاتليها اشتبكوا مع الجنود الإسرائيليين بأسلحة رشاشة وأوقعوا بهم إصابات محققة». كما أعلنت «سرايا القدس»، أنها خاضت معارك ضارية مع القوات الإسرائيلية المتوغلة في خان يونس جنوب قطاع غزة.
من جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، مقتل اثنين وإصابة أربعة آخرين من عناصره، ما يرفع الى 121 عدد قتلاه منذ بدء العمليات البرية أواخر أكتوبر، فيما قال موشيه كابلنسكي قائد لواء جولاني الأسبق، إن اللواء خسر منذ 7 أكتوبر ربع قواته بين قتيل وجريح، إذ قتل 82 ضابطاً وجندياً. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، أمس الأحد، مقتل ثلاثة جنود وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة في معارك شمال وجنوب قطاع غزة. وكان الجيش أعلن أنه كشف النقاب عن «أكبر نفق» في شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أن أقرب فتحة للنفق تقع على بعد حوالي 400 متر فقط من معبر «إيريز».
في غضون ذلك، تتزايد الأزمة الانسانية حدة في قطاع غزة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي بشمال غزة تحول إلى «حمام دم» وبات يحتاج الى «إعادة تأهيل» بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي. وأوضحت المنظمة أن فريقاً منها ومن وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، تمكّن السبت من إيصال مواد طبية الى مجمع الشفاء الواقع في غرب مدينة غزة، وهو أكبر مستشفيات القطاع. وأشارت في بيان إلى أن «عشرات الآلاف من النازحين» لجأوا الى هذا المجمع الذي «يفتقر» الى المياه والغذاء. وأضافت أن «الفريق (الذي زار المجمع) وصف خدمات الطوارئ بأنها (حمام دم)، مع وجود مئات المرضى المصابين داخله ووصول مرضى جدد في كل دقيقة».(وكالات)