دان البيت الأبيض، دونالد ترامب، لاستخدامه ما وصفه بأنه خطاب أشبه بالفاشي، بعد أن قال الرئيس السابق إن المهاجرين «يسمّمون دماء بلادنا»، فيما اصطدمت سيارة مجهولة بإحدى سيارات الحراسة لموكب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إثر مغادرته مقر حملته الانتخابية في ولاية ديلاور، ما استدعى استنفار رجال الخدمة السرية الذين سارعوا إلى إبعاد الرئيس عن المكان. وقالت شرطة ويلمنجتون، أمس الاثنين، إن رجلاً من ولاية ديلاوير اتّهم بالقيادة تحت تأثير الكحول بعد أن صدم بسيارته موكب بايدن، واصفة الحادث بأنه «تصادم عرضي»
وقالت حملة «بايدن – هاريس 2024» إن «دونالد ترمب قام باتخاذ الديكتاتوريين قدوة له، حيث ردّد كالببغاء تهديدات أدولف هتلر، وأشاد بالرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون»، وغيره. كما قال نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض، آندرو بيتس «إن ترداد الخطاب المقيت للفاشيين، ودعاة تفوّق العرق الأبيض العنيفين، والتهديد بقمع أولئك الذين يختلفون مع الحكومة، هي هجمات خطرة على كرامة جميع الأمريكيين، وحقوقهم، وعلى ديمقراطيتنا، وعلى السلامة العامة». وقال في بيان «إنه عكس كل ما نمثله كأمريكيين». والهجرة واحدة من أكثر القضايا إثارة للانقسام مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وسبق أن استخدم ترامب الشعبوي اليميني المتشدد الخطاب التحريضي نفسه ضد مهاجرين، في تصريحات أدلى بها لموقع إخباري محافظ في أكتوبر، لكنه أعاد استخدام الخطاب للمرة الأولى في تجمع سياسي. وقال ترامب في تجمّع انتخابي في دورهام في ولاية نيوهامشر «أعتقد أن العدد الحقيقي هو 15 أو 16 مليون شخص»، وشدد على وجوب بذل كثير من الجهود إذ «إنهم يسمّمون دماء بلادنا»، من دون أعطاء أي دليل على الأعداد التي ذكرها، فيما قال الحاكم السابق لولاية نيوجيرسي، كريس كريستي، في تصريح لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية «لا يمكننا الفوز على بايدن بشخص يتحدّث على هذا النحو عن المهاجرين».
إلى ذلك، كان بايدن، وزوجته، غادرا للتوّ، مقر حملته الانتخابية بعد تناول الطعام مع أعضاء فريقه الانتخابي، قبل أن تصطدم سيارة بإحدى سيارات الدفع الرباعي التي تشارك في تأمين موكب الرئيس الأمريكي، على بعد نحو 40 متراً من بايدن. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد أصيب بايدن بحالة من الذهول، بينما أسرع رجال الخدمة السرية إليه، ودفعوه إلى داخل سيارة أخرى حيث تم نقله بعيداً عن المبنى الذي يقع وسط مدينة ويلمنغتون، ثم وصل إلى منزله بسلام، حيث قال مسؤول في البيت الأبيض للوكالة، إن الرئيس وزوجته بخير. وهرع حرس الرئيس نحو السيارة ذات اللون الفضي التي تسببت بالحادث وتحمل لوحات ترخيص من ولاية ديلاور، حيث شهروا أسلحتهم بوجه سائقها الذي رفع يديه استسلاماً. كما أحاط رجال الأمن أيضاً بالمراسلين المتجمهرين، وطلب أحد الموظفين منهم إخلاء المكان قائلاً «إنهم يقومون بإخلاء المنطقة، عليكم أن تغادروا».
(وكالات)