مصرية درست في فرنسا، وذهبت إلي إيطاليا، وغنت في كل مكان في العالم وحققت نجاحا مبهرا بصوتها الذهبي كما أطلق عليها الكثيرون خاصة بعد أن تعرفوا عليها عن قرب في طريق المومياوات، إنها السوبرانو المصرية العالمية أميرة سليم، والتي تنتمي لعائلة فنية.. فوالدها الفنان التشكيلي الراحل أحمد فؤاد سليم، ووالدتها عازفة البيانو المصرية العالمية مارسيل متي، والتي وقفت علي مسارح فرنسا وإيطاليا وغيرها ما بين غناء منفرد أو تقديمها للأدوار الرئيسية في العديد من الأوبرات العالمية.. تحدثت لـ”العربية. نت” عن احتفالها بموسيقار الشعب سيد درويش وحفلها في البحرين وعن المومياوات وغيرها من الأمور …
شاركتي مؤخرا في حفل في البحرين ورفعت القاعة شعارا كامل العدد؟ليست المرة الأولى التي أقدم فيها حفلا بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في مملكة البحرين، بل هي السنة الثانية على التوالي، ولكن هذا العام قدمت مجموعة من الاغاني المختلفة بمزيج من الكلاسيكية وفن الاغنية الخفيفة بلغات مختلفة مثل الفرنسية والانجليزية والعربية منها أعمال للمؤلف الفرنسي ميشيل لوجراند والأمريكي برنشتاين، وأيضا بعض الاغاني العربية والمصرية لسيد درويش وفريد الاطرش وأيضا باللغة المصرية القديمة.
كما إنني أتعاون مع عازف البيانو الفرنسي القدير نيكولا شيفرو، والذي سبق أن أقمنا معا العديد من الحفلات في فرنسا وأوروبا ومسقط بعمان وغيرها، ولكن أكثر ما أسعدني في تلك الليلة هو الحضور، الذي كان منسجما وسعيدا وظهر أكثر من ردود الفعل بعد الحفل حيث هنأني الكثيرون منهم.حصلتي على العديد من التكريمات كأحسن سوبرانو لـ2021 بمؤتمر التميز والجودة ومن إحدى المجلات البريطانية؟التكريم شرف كبير بالنسبة لي، خاصة وسط عدد كبير من الفنانين الكبار الذين أحبهم وأعتز بهم، كما أن هناك نوعا من المسؤولية أشعر بها بعد أي تكريم، وهو أن أكمل الرسالة الفنية التي أقدمها من خلال فني، وأبقى دائما على المستوي الذي وصلت له، وهو تحدي كبير بالنسبة لي، ولكنه على الجانب الآخر يشجعني.
كان لك احتفال خاص بموسيقار الشعب “سيد درويش”؟احتفلت بمرور 130 عاما على ميلاد هذا الموسيقار العظيم، فلقد كان سابقا لعصره ولديه جرأة في استخدام الألحان والكلمات، فدرويش يعيش معي دائما بأغانيه وألحانه، ولقد كان هذا المشروع في مخليتي منذ زمن الى أن جلست مع والدتي مارسيل متي وقررنا تقديم أغنية “إيه العبارة” بشكل جديد ومختلف حيث حَوّلت الأغنية لاستخدم الصوت كآلة ونزعت منها الكلمات لكي أعطي قيمة أكبر للحن سيد درويش، كما أضفت كلمات مختلفة على الأغنية. وتعتبر تلك الأغنية واحدة من أهم أغاني فنان الشعب سيد درويش، أكبر ملحني مصر فى بدايات القرن العشرين، وأبو المسرح الغنائي فى مصر، ولكني اخترت اسم “نوستالجيا” للكليب.
وما الذي يشير إليه هذا الأسم بالنسبة لك؟
“نوستالجيا” تَعنِي الحَنين للماضي وإلى كل ما هو جميل، وهو ما قدمته من خلال الكليب، والذي اعتبره عملا فنيا يمثل ثلاثة أجيال، جيل أحد أعظم الموسيقيين في مصر سيد درويش بعبقريته وموسيقاه المصرية الأصيلة، وجيل مارسيل متي أول عازفة بيانو مصرية عزفت في دار الأوبرا الخديوية وأول أستاذ بيانو مصري في معهد الموسيقى بأكاديمية الفنون، مربية أجيال من الموسيقيين والعازفين المصريين في مصر وخارجها، ثم جيلي وماقدمته حتى الآن، وهذا العمل أعتبره نقطة جديدة في تواصلي مع جمهوري.اخترتي فرنسا لتصوير الكليب؟اختيار المكان كان فكرة مشتركة بيني وبين والدتي من أجل إعادة إحياء ذكرى الراحل بطريقة تبرز روح الزمن الجديد والحنين إلى الماضي المصري الجميل، وفى ذات الوقت بها رقة وأناقة ودلع وشقاوة، فالتاريخ الفني المصري كبير جداً ولدينا أرث ضخم، وأعمل على إعادة احياء هذا التراث خارج مصر خاصة في باريس التي أعيش فيها معظم العام، مع إضفاء الجانب المصرى القديم في الأزياء واللحن والكلمات وهو ما قدمته في “نوستالجيا”.ولماذا أخترتي سيد درويش؟أقوم بغناء أغاني الراحل سيد درويش، في كل الحفلات وأعمل على إحياء موسيقى سيد درويش وتقديمها خارج مصر كون الراحل كان يميل للتجديد، وأريد أن يعيش المستمع لهذه الحالة الجديدة والمتجددة.حدثينا عن كواليس الكليب..بعدما شاركت والدتي مارسيل متي في اختيار العمل الذي يمكن أن نقدمه لهذا الموسيقي العظيم، إلى أن سجلت أغنية “إيه العبارة” في الأستوديو في يونيو الماضي، بصحبة عزف والدتي على البيانو، بدون كلمات ولكن من خلال صوتي فقط، حيث يتحول صوتي إلى آلة موسيقية، يعبر عن اللحن الغنائي بمنحنيات وجمل موسيقية وألوان وطبقات صوتية مختلقة بطابع كلاسيكي شرقي، ويُترك للمستمع ترجمة المعنى وحرية الشعور والإحساس الخاص به، وبعدما إنتهينا منها في يونيو الماضي، قمت بتصويرها بطريقة الفيديو كليب في العاصمة الفرنسية باريس مع المخرج مدحت سعودي وإنتاج فرنسي لشركة So Freakantastik لصاحبها أوليفيه دليس وهشام عبدالخالق.وماذا عن مشاركتك في احتفالية المومياوات؟إني في غاية السعادة لأني ساهمت ولو بجزء في أن أُعَرّف الشعب المصري بلغته القديمة لغة الفراعنة، كما أن هذا الحفل خلق تفاعلاً كبيراً بيني وبين الجمهور، وجعل أناساً كثيرين يَبحَثُون أكثر في تاريخنا الفرعوني، وبالتالي نهتم بهويتنا المصرية القديمة، ويكون عندنا فضول لنفهم اللغة المصرية القديمة وفضول أكثر لنستمتع بفن جديد ولون موسيقي مختلف، ونفهم ونستمتع بفكرة الموسيقى الكلاسيكية وبالتالي كل ذلك خلق ردود فعل كثيرة وشَجعني لأكمل المشوار.
وماهي تطلعاتك خلال الفترة القادمة؟تطلعاتي أن أقترب للناس أكثر من خلال أدواتي والموسيقى الخاصة بي، فأنا مبدئيا أريد أن أقدم مشروعا باللغة المصرية القديمة وهو صعب، فبعد الموماوات لم أجد الدفعة التي تخيلتها، ولكن أنا أعمل عليها، مثلما عملت على أغنية “إيه العبارة” فلقد عملت عليها في قالب كلاسيكي بعض الشئ، وطبعا سأقدم أغاني تليق بصوتي وشخصيتي وتكون مكتوبة خصيصا لي، وأتمني أن يقربني ذلك من الناس أكثر.وما هي المشاريع الجديدة التي تحضرين لها؟هناك مشاريع قادمة ولكن بعد رمضان بالفعل أعد لها ستكون مفاجأة لدى الجمهور وأدخل منها من البوابة العظيمة بوابة السينما والدراما إلى الجمهور.