قال الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة بلاك روك، لاري فينك، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، إن غزو روسيا لأوكرانيا قلب النظام العالمي الذي كان قائماً منذ نهاية الحرب الباردة.وأضاف في رسالته إلى المساهمين: “لقد وضع الغزو الروسي لأوكرانيا حداً للعولمة التي شهدناها على مدى العقود الثلاثة الماضية”. “لقد ترك العديد من المجتمعات والأشخاص يشعرون بالعزلة وزاد من التوجه القومي للعديد من الناس”. كما يعتقد فينك، أن هذا قد أدى إلى تفاقم الاستقطاب والسلوك المتطرف الذي نشهده في جميع أنحاء المجتمع اليوم، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية.نت”.وجاءت رسالة فينك بعد شهر من الغزو الروسي لأوكرانيا حيث قصفت القوات الروسية المدن في جميع أنحاء البلاد وقتلت المدنيين غير القادرين على الفرار، وفقاً لشبكة “CNBC” الأميركية. فيما فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات غير مسبوقة على روسيا وقدمت مساعدات عسكرية لأوكرانيا.
وقال فينك، الذي تشرف شركته على أكثر من 10 تريليونات دولار، إن الدول والحكومات اجتمعت وشنت “حرباً اقتصادية” ضد روسيا. مشيراً إلى قرار شركة بلاك روك بتعليق شراء أي أوراق مالية روسية في محافظها النشطة أو محافظ صناديق المؤشرات.وأشار فينك إلى تساؤلات الكثير من المتخصصين وعملاء شركته حول ما يمكن فعله لحجب روسيا عن رؤوس الأموال العالمية، وهو دليل آخر على التوجهات القومية حتى بين المتخصصين والمستفيدين من العولمة.وكتب فينك، مدللاً على وجهة نظره، أنه في أوائل التسعينيات عندما خرج العالم من الحرب الباردة، تم الترحيب بروسيا في النظام المالي العالمي ومنحت إمكانية الوصول إلى أسواق رأس المال العالمية، ومع توسع العولمة أدى إلى تسريع التجارة الدولية وتنمية أسواق رأس المال العالمية وزيادة النمو الاقتصادي.وأضاف، أن شركته كانت من بين المستفيدين طيلة السنوات الـ 34 السابقة، بشكل كبير من صعود العولمة ونمو أسواق رأس المال، الأمر الذي غذى الحاجة إلى إدارة الأصول التي تحركها التكنولوجيا.وقال، إنه ما زال مؤمناً طويل الأمد بفوائد العولمة وقوة أسواق رأس المال العالمية، إذ أن الوصول إلى رأس المال العالمي يمكّن الشركات من تمويل النمو، والدول من زيادة التنمية الاقتصادية، والمزيد من الناس لتجربة الرفاهية المالية.