«الخليج» – أ ب
نجح خبراء في تحديد حجم الدمار في قطاع غزة عبر تحليل صور أقمار اصطناعية باستخدام الذكاء الاصطناعي، موضحين أنه عقب مرور نحو شهرين على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، فإنه يمكن القول بأن الدمار في القطاع، تجاوز ذلك الذي نتج عن قصف الحلفاء لألمانيا في خضم الحرب العالمية الثانية، بحسب ما ذكرت وكالة «أسوشيتد برس».
وأوضحت الوكالة أن «الدمار الهائل في غزة، أثار تساؤلات محللين عسكريين، وخبراء متفجرات حول حجم القنابل التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في قصفه للقطاع منذ اندلاع الحرب بينه وبين حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول»، معتبرة أنه «دمار غير مسبوق في حروب العصر الحديث التي تركز حصراً على البني التحتية والأهداف العسكرية».
- القنابل المستخدمة
وفيما امتنع الجيش الإسرائيلي في تصريحات سابقة عن الإدلاء بمعلومات عن نوع القنابل والمدفعية التي يستخدمها في غزة، إلا أن خبراء تكمنوا من استخلاص النتائج من صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح الخبراء أن مسحاً لصور الأقمار الاصطناعية في جنوب غزة، تم تحليلها باستخدام برنامج ذكاء اصطناعي أظهر حجم الحفر الناتجة عن القنابل، والذي بلغ عرضها نحو 40 قدماً، أو أكثر. وأضافوا أنه بناء على التحليل فإن الغالبية العظمى من القنابل التي أسقطت على الجيب المحاصر في غزة، يبلغ حجمها 2000 رطل (900 كيلوغرام)، وهي نوعية من القنابل التي تستخدم لتفكيك «التحصينات الخارقة»، بحسب ما نقلت “أسوشيتد برس”.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى تدمير أكثر من ثلثي المباني في شمال غزة، وربع المباني في المنطقة الجنوبية من خان يونس، وفقاً لتحليل بيانات القمر الصناعي كوبرنيكوس سنتينل-1 الذي أجراه باحثون أمريكيون وخبراء في رسم خرائط الأضرار أثناء الحرب.
وأكد الخبراء أن نسبة المباني المتضررة في منطقة خان يونس، تضاعفت تقريباً، خلال الأسبوعين الأولين فقط، من الهجوم الجنوبي الإسرائيلي، ويشمل ذلك عشرات الآلاف من المنازل إضافة إلى المدارس، والمستشفيات، والمساجد، والمتاجر.
وقال مراقبو الأمم المتحدة إن نحو 70% من المباني المدرسية في أنحاء غزة تعرضت لأضرار، حيث تسبب القصف بتضرر أكثر من 56 مدرسة كانت بمثابة ملاجئ للمدنيين النازحين.
وأشار المراقبون إلى أن الغارات الإسرائيلية دمرت 110 مساجد، وثلاث كنائس.
وبحسب بعض المقاييس التي استدل بها الخبراء، فإن الدمار في غزة قد تجاوز قصف الحلفاء لألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال روبرت بيب، المؤرخ العسكري الأمريكي، إنه بين عامي 1942 و1945، هاجم الحلفاء 51 مدينة وبلدة ألمانية كبرى، ودمروا نحو 40-50% من مناطقهم الحضرية. موضحاً إن هذا يمثل 10% من المباني في جميع أنحاء ألمانيا، مقارنة بأكثر من 33% في جميع أنحاء غزة، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية تبلغ مساحتها 140 ميلاً مربعاً فقط، (360 كيلومتراً مربعاً).
ومع اقتراب عدد القتلى الفلسطينيين في غزة من 20 ألف قتيل، يدعو المجتمع الدولي إلى وقف إطلاق النار، فيما تتعهد إسرائيل بالمضي قدماً، قائلة إنها تريد تدمير القدرات العسكرية لحماس في أعقاب الهجوم الذي قامت به عبر حدود غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.