تواصلت الاشتباكات وتبادلت إسرائيل و«حزب الله» القصف، أمس السبت، عبر حدود لبنان الجنوبية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي شن مقاتلاته ومدفعيته هجمات ضد «حزب الله»، في حين قال الحزب إنه واصل استهداف مواقع عدة لجيش الاحتلال وحقق «إصابات مباشرة». فيما تعرّضت أطراف بلدات عيتا الشعب ورامية وكفركلا ومنطقة الخردلي بجنوب لبنان لقصف إسرائيلي مباشر. ومن جهة أخرى، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يكون الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أقنعه بعدم مهاجمة «حزب الله»، مؤكداً أنه قرر تحقيق النصر في الجنوب أولاً.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على عدة مناطق في جنوب لبنان، بما في ذلك البنية التحتية العملياتية ومجمع عسكري. فيما استهدف الجيش الإسرائيلي منطقة الخردلي في قضاء النبطية بالقرب من مراكز الجيش وقوات الطوارئ الدولية في عمق الجنوب اللبناني، كما شن غارة بصاروخين استهدفا أحد المنازل الخالية في بلدة كفركلا في القطاع الشرقي. ومن جهتها أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن «الجيش الإسرائيلي نفذ ثلاث غارات على نهر الخردلي جنوب الليطاني قرب مركز اليونيفيل»، مشيرة إلى أن «الجيش أعاد السيارات عند حاجز الخردلي وقطع الطريق حفاظاً على سلامة المواطنين». ولفتت إلى أن «مجرى نهر الليطاني غربي تلة لوبيي تعرض لقصف مدفعي معاد، كذلك قصف الجيش الإسرائيلي المنطقة الواقعة تحت بلدة ديرميماس». في المقابل أعلن «حزب الله» أن مقاتليه استهدفوا موقعاً عسكرياً في «جل العلام» بصواريخ بركان، وحققوا فيه إصابات مباشرة. إلى ذلك استهدفوا تجمعاً للجنود الإسرائيليين في مناطق «تلة الطيحات وجبل نذر وبركة ريشا وموقع بياض بليدا» بالأسلحة المناسبة. ودوّت صفارات الإنذار في بلدتي «شلومي» و«بتست» في منطقة الجليل الغربي، فيما أفيد بسقوط قذيفة بمنطقة مفتوحة قرب «شلومي».
وفي سياق آخر، قال مكتب نتنياهو: «المقال غير صحيح»، وذلك على خلفية تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن الرئيس الأمريكي أقنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم تنفيذ هجوم استباقي ضد «حزب الله» في لبنان في بداية الحرب. وأضاف المكتب: «بالفعل في اليوم الأول من الحرب قرر رئيس الوزراء أن إسرائيل ستعمل أولاً على تحقيق نصر حاسم في الجنوب، مع الردع بحزم في الشمال»، وأشار مكتب رئيس الوزراء إلى أن هذه السياسة تبنتها الحكومة. وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف ضربة استباقية ضد «حزب الله» محذراً من مغبة إثارة حرب إقليمية واسعة. وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تلقت أول إشارة إلى خطط إسرائيل المقترحة لتوجيه ضربة استباقية صباح يوم 11 أكتوبر نحو الساعة 6:30 صباحاً في واشنطن. وأبلغ المسؤولون الإسرائيليون البيت الأبيض أنهم يعتقدون أن «حزب الله» كان يخطط لشن هجوم، وقال مسؤولون أمريكيون إن إسرائيل تعلم أنها لا تستطيع القيام بذلك بمفردها، وطلبوا الدعم الأمريكي. وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، استغرق الأمر نحو ست ساعات من المكالمات والاجتماعات المتبادلة قبل أن يوافق المسؤولون الإسرائيليون على التراجع، حيث أصرت الولايات المتحدة على أن المعلومات الاستخبارية لا تشير إلى هجوم وشيك ل«حزب الله». وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون سابقون إنه بعد الحصول على رد من بايدن قرر نتنياهو ومجلس الوزراء الحربي عدم المضي قدماً في الضربة الكبرى. (وكالات)