إعداد: أحمد عزت
رحّب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بضيوف كأس دبي العالمي للخيول الذي يضيء شمعته ال 26، في نسخة استثنائية تتزامن مع احتفالات الإمارات ب«عام الخمسين» وقرب ختام «إكسبو 2020» الذي جمع الكون على مدار 6 أشهر من الإبداع.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في كلمته الرسمية في كتيّب البطولة: «يسعدنا أن نرحب بضيوفنا الكرام المشاركين في الانطلاقة السادسة والعشرين لكأس دبي العالمي. نلتقي في هذا الحدث العالمي الكبير ونحن نقف وشعوب العالم على أعتاب مرحلة جديدة، متخطين تحدياً صعباً تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من تجاوزه برؤية لا تعترف بالتحديات، ولكن تنظر إلى ما تحمله من فرص، وبأسلوب عمل مرن قادر على مواكبة المتغيرات، مستقبلين العالم على أرض إمارات الخير بعزيمة وإصرار على المشاركة الإيجابية في صنع غد أفضل ينعم فيه الجميع بأسباب التقدم والازدهار».
وتابع سموه: تتزامن هذه النسخة الاستثنائية من الكأس مع «عام الخمسين» الذي نحتفي من خلاله بمسيرة النهضة والنماء التي شهدتها الخمسون عاماً الأولى من تاريخ دولة الإمارات، ونستعد لمواصلة طريقنا نحو الريادة خلال الخمسين عاماً المقبلة، كما تتزامن هذه النسخة من الكأس مع الاستضافة الناجحة لحدث عالمي ضخم هو «إكسبو 2020 دبي» بمشاركة 192 دولة في أول انعقاد له في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، وأكبر دوراته على الإطلاق، حاملاً شعار «تواصل العقول.. وصنع المستقبل».
وتتجه أنظار العالم وعشاق سباقات الخيول في مختلف أنحاء المعمورة، اليوم السبت، إلى دانة الدنيا دبي، قبلة عشاق الفروسية والخيول، ليستمتعوا بمشاهدة أرقى سباقات الخيل العالمية، حيث الحدث الأقوى والأغلى عالمياً «كأس دبي العالمي»، الذي يتضمن 9 أشواط عالمية، تجري وقائعها على درّة مضامير العالم «ميدان»، ويبلغ مجموع جوائزها 30.5 مليون دولار.
ورغم تحديات جائحة كورونا في العالم، تبدو أمسية كأس دبي العالمي محافظة على طابعها ورونقها الدولي، في ظل ترقب مشاركة 18 دولة ب87 خيلاً، إضافة إلى الإمارات التي تشارك ب45 خيلاً، ليصبح العدد الإجمالي 132 خيلاً، وليست المشاركة عددية أو مظهرية، بل تشتمل على خيول تعد الأفضل في العالم في أحدث إصدار للتصنيفات العالمية.
ويبرز في سباق اليوم، شوط كأس دبي العالمي، الذي يعد أغلى أشواط سباقات الخيول في العالم، إذ تبلغ جوائزه 12 مليون دولار، خاصة أنه يشهد مشاركة 10 خيول من صفوة الخيول ومن ضمنها 6 فائزين بسباقات الفئة الأولى.
وتشهد الأمسية 9 سباقات، 6 منها ضمن تصنيف الفئة الأولى، وتتنوع أرضياتها بين الأرضية العشبية والأرضية الرملية، كما تتنوع في مسافاتها من 1200 متر، وحتى مسافة التحمل 3200 متر.
وفي نسخة كأس دبي العالمي 2022 التي تعد الأولى في الخمسينية الثانية لدولة الإمارات، ستتواصل لعبة الكراسي الموسيقية بين الخيول الإماراتية ونظيرتها الأمريكية، حيث تناوب كل منهما على الفوز بأقوى سباق في العالم في النسخ الماضية البالغ عددها 25 نسخة، حيث تحتل الإمارات صدارة الفائزين بالكأس العالمية، حيث حققتها 13 مرة، وتأتي أمريكا في المركز الثاني بواقع 8 ألقاب.
ودخلت كل من البرازيل واليابان وأستراليا والسعودية على خط الألقاب لتضع اسمها في لائحة شرف المتوجين بالبطولة عبر «جلوريا دي كامبيو»، و«فيكتوريا بيزا»، و«أنيمال كينجدام»، و«أروجيت» في أعوام 2010، 2011، 2013، 2017 على الترتيب.
وتسعى الخيول الإماراتية للفوز بالنسخة الرابعة من كأس دبي العالمي على التوالي، بعدما فازت بآخر 3 عبر البطل «ثندر سنو» بإشراف المدرب العالمي سعيد بن سرور، وقيادة الفارس كريستوف سوميلون في عامي 2018 و2019، ثم فوز «ميستيك جايد» لجودلفين في 2021 بإشراف مايكل ستيدهام وقيادة لويس سايز.
رابع الأساطير
ثلاثة خيول سبق لها أن شقت طريقاً مظفرة من الجولة الثالثة في تحدي آل مكتوم إلى كأس دبي العالمي، وهي: «دبي ملينيوم» في 2000، و«ستريت كراي» في 2002، و«إلكتروكيوشنست» في 2006.
ويسعى«هايبوثيتيكال» لتحقيق إنجاز فريد؛ حيث سيصبح حال توج اليوم،رابع حصان يجمع بين الجولة الثالثة في تحدي آل مكتوم وكأس دبي العالمي،بعدما فاز في ليلة «السوبر ساترداي»بالتحدي الأول.
تنوع وتعدد جغرافي
مع إعلان نادي دبي لسباق الخيل لقوائم الخيول المشاركة،اتضح أن نسخة هذا العام تسير على خطى الدورات المتميزة من الكأس الرفيع، وضمت القائمة 131 خيلاً من 19 دولة، لتجسد التنوع والتعدد الجغرافي، ويمثل الإمارات 45 خيلاً منها 16 لجودلفين.
وعلى صعيد المتنافسين العالميين، فإنها ضمت 32 فائزاً بالفئة الأولى من متصدري لوائح التصنيف العالمية.
جوائز لأصحاب المراكز الثمانية الأولى
في النسخة الماضية من كأس دبي العالمي «25»، تمت إعادة هيكلة مقادير الجوائز المالية لأمسية كأس دبي العالمي؛ حيث صحبها تعديل إيجابي في آلية توزيع الجوائز للسباقات؛ بحيث توسعت لتشمل المركز الثامن (بدل السادس سابقاً)، ما يوفر تعويضاً مجزياً لأرباب الخيول سواء القادمة من الخارج أو المحلية.
ومع النظر إلى مقدار الجوائز الإجمالي البالغ 30.5 مليون دولار، إضافة إلى باقة الحوافز والخدمات المجانية أو المدعومة للخيول المدعوة للمشاركة، تتأكد تنافسية الحدث وجدواه الاقتصادية للمشاركين الذين يشغلون المراكز الثمانية الأولى من كل سباق.
يوم في الذاكرة
يعد يوم 27 مارس/ آذار 1996 يوماً خالداً في سجل السباقات بالإمارات والعالم أجمع؛ حيث انطلقت أول نسخة لكأس دبي العالمي، وشهدت مشاركة 11 مهراً، وتوج بلقبه المهر الأمريكي «سيجار» وشاهد السباق الأول مئات الملايين من عشاق الفروسية في جميع أنحاء العالم.
هيمنة إماراتية
تهيمن الخيول الإماراتية على ألقاب الأشواط التسعة لأمسية كأس دبي العالمي منذ انطلاقته؛ حيث تمكنت من حصد الكم الأكبر من الانتصارات البالغة 85 انتصاراً.
وشهدت أمسية كأس دبي العالمي حتى نهاية النسخة الماضية (2021) 189 سباقاً ومشاركة 32 دولة مثلها 473 مدرباً و321 فارساً.
