متابعة: علي نجم
أصبح الوصل بطلاً للشتاء لموسم 2023-2024، وذلك بعدما حسم القمة الكبيرة أمام مضيفه شباب الأهلي بهدفين مقابل هدف، ليرفع رصيده إلى 30 نقطة بفارق 5 نقاط عن العين الوصيف قبل جولة واحدة من نهاية الدور الأول التي ستلعب في فبراير المقبل.
وضرب الوصل سرباً من العصافير بحجر واحد في موقعته الكبيرة مع مضيفه حامل اللقب، حيث نجح في ضمان إنهاء الدور الأول في القمة، وحافظ على سجله خالياً من الهزائم بعد مرور 12 جولة، وثبّت موقعه كمنافس أول على اللقب، رغم تصريحات رئيس مجلس الإدارة أحمد الشعفار التي يغلفها بدبلوماسية التواضع، وعدم وضع الشعارات الكبيرة، والوعود الرنانة.
وكتب الوصل تاريخاً جديداً، بعدما أنهى أول 12 جولة في المسابقة دون خسارة، وهو إنجاز يحقق للمرة الأولى في رحلة الفريق منذ بداية عهد الاحتراف.
أنهى الوصل مرحلة الذهاب (تبقى جولة واحدة ستلعب في فبراير المقبل)، بانتصار برهن به أنه فريق صعب المراس، بل إنه استحق عن جدارة أن يكون «إمبراطور» الدور الأول بالأرقام التي حققها والنتائج الكبيرة التي حظي بها لا سيما أمام المنافسين.
ونجح الوصل في التفوق على الفرق التي تعيش معه في دائرة التنافس، فعاد من الشارقة بابتسامة الفوز على الملك، وأكرم ضيافة «الزعيم» في زعبيل بالفوز بالثلاثة، وتفوق على الجزيرة في استاد البطولات، قبل أن يتغلب على حامل اللقب في القصيص، علماً أنه عاد من بيت أصحاب السعادة بنقطة غالية، ليحصد 13 نقطة من أصل 15 ممكنة أمام المنافسين المباشرين.
وكانت المباراة بين شباب الأهلي والوصل بمثابة التحدي الكبير للفريقين على حد سواء، لعبها شباب الأهلي صاحب الأرض من أجل الدفاع عن هيبة البطل، وردّ التحية للمنافس الذي تفوق عليه مرتين في كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، وكان سبباً في وداع الفريق المبكر، كما كان يسعى إلى ضمان استرداد القمة، وإيقاف عداد نتائج الفريق الأصفر الإيجابية، وشهدت المباراة تسجيل كايو لهدفه رقم 91 في دورينا، منها 70 هدفاً بالقميص الأصفر.
أما شباب الأهلي، فقد شكلت الخسارة ضربة مؤلمة لآمال الفريق الذي كان يمنّي النفس بانتصار يسترد به القمة، فجاءت الخسارة لتكشف حجم العيوب التي يعانيها الفرسان والتي تحدث عنها المدرب في المؤتمر عقب نهاية المباراة.
وخسر «الفرسان» ثانية المواجهات المباشرة هذا الموسم أمام المنافسين على أرضه، بعدما كان قد خسر أمام العين، علماً أن الفريق دفع مرة جديدة ثمن تواضع مستوى اللاعبين الأجانب، فافتقد إلى اللاعب الهداف، كما بدا غانييف ضعيفاً في وسط الميدان، دون نسيان تأثير غياب المدافع الصربي بوغدان.
واعترف الصربي ميلوش المدير الفني لفريق الوصل أن وجود فريقه على قمة الترتيب بعد 12 جولة وبفارق 5 نقاط عن الوصيف يعتبر مفاجأة وأمراً لم يكن متوقعاً بحسابات المنافسة قبل بداية الموسم، وقال: «أوجّه التهنئة للاعبين على ما قدموه، وعلى الروح القتالية التي قدموها رغم الصعوبات التي عاناها الفريق في الشوط الأول، ونجاحهم في حسم المواجهة والتربع فوق قمة الترتيب».
وقال: «لقد حصلنا على لقب بطل الشتاء، وهي مجرد خطوة بالفوز في نهاية الشوط الأول، وإن كان لا يزال هناك مباراة النصر التي تعتبر وقت مستقطع بحسابات المباراة الواحدة».
وتابع المدرب مازحاً: «سيحصل اللاعبون على فرصة للراحة ولن يروا وجهي خلال الأيام القادمة، خاصة أنني مدرب ليس من السهل التعامل معه، قبل العودة من جديد إلى التدريبات والتحضير للفترة التالية من الموسم التي بلا شك ستكون أصعب».
وكشف المدرب أنه لم يتوقع أن يصل بالفريق إلى هذه المرحلة مع بلوغ الجولة ال 12 دون خسارة، لكن حققنا خطوات جيدة من خلال العمل كمجموعة، ومن خلال جهد اللاعبين لكن القادم سيكون أكثر صعوبة، وسيأتي اليوم الذي سيخسر فيه الفريق لأنه لا يوجد فريق لا يخسر، سنفتقد في القادم من الأيام 6 أو 7 لاعبين بسبب وجودهم مع المنتخب لكنني لن أبكي بل أشعر بالسعادة.
أما المدير الفني لفريق شباب الأهلي الصربي نيكولا، فقال: «لعبنا مباراة جيدة، رغم كل المشاكل التي نعانيها، وقد حصلت لنا بعض الفرص التي لم نحسن ترجمتها بسبب تألق حارس الوصل، كما ازدادت الأمور صعوبة مع اللعب بنقص عددي في الدقائق الأخيرة، بعدما نجح الوصل بالتسجيل بعد خطأ من قبلنا، لقد خلقنا أمام مرمى الوصل الفرص لكن لم نحسن استغلالها».
ومضى يقول: «كانت أجواء الملعب رائعة، وقدم اللاعبون كل ما لديهم رغم كل الظروف، ونحن في الداخل ندرك الصعوبات التي نعانيها».