وافقت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي، أمس الثلاثاء، على طلب السويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي، في خطوة رئيسية نحو توسيع الكتلة الغربية، بعد تأخير دام 19 شهراً طالبت خلالها أنقرة استوكهولم بتقديم تنازلات مرتبطة بالإرهاب. والخطوة التالية هي إجراء تصويت كامل في البرلمان، ومن المتوقع أيضاً إقراره. ومن المرجح أن يتم إجراؤه في غضون أسابيع. وبعد ذلك سيوقّعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليصبح قانوناً، ليختتم بذلك عملية أحبطت بعض حلفاء أنقرة وكانت بمثابة اختبار لعلاقاتها مع الغرب. وتعطّلت مساعي السويد للانضمام إلى الناتو في ظل معارضة تركيا والمجر وازدادت تعقيداً بعدما ربطها الرئيس إردوغان بطلب أنقرة طائرات مقاتلة من طراز اف-16 من حليفتها واشنطن. وتخلّت السويد وفنلندا عن عقود من الحياد العسكري، عبر السعي للانضمام إلى المنظمة الدفاعية التي تقودها الولايات المتحدة، بعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022. وحصل طلبهما على موافقة سريعة من جميع أعضاء الناتو باستثناء تركيا والمجر. وفي النهاية، قبل البلدان بانضمام فنلندا إلى الحلف لتصبح العضو ال31 في نيسان/إبريل.
وأمس الثلاثاء، وافقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي على الإجراء. وقال عضو اللجنة من حزب الشعب الجمهوري المعارض أوتكو جاكيركوز لفرانس برس بعد التصويت إن «اللجنة أقرّت البروتوكول» بشأن انضمام السويد إلى الناتو. وتمهّد الخطوة الطريق لطرح الملف للتصويت أمام الهيئة العامة للبرلمان بأكمله حيث يحظى تحالف أردوغان الحاكم بغالبية المقاعد. ولم يتضح بعد موعد عقد جلسة التصويت هذه.
وتخلّى أردوغان عن اعتراضاته على انضمام السويد إلى الناتو في تموز/ يوليو، بعدما شنّت استوكهولم حملة على جماعات كردية تصنفها أنقرة ب«الإرهابية». وكثّفت الدول الأعضاء الأخرى في الناتو ضغوطها على تركيا، فيما قالت فرنسا إنّ مصداقية الحلف «على المحك». وفي كانون الأول/ ديسمبر، ربط أردوغان انضمام السويد بموافقة الكونغرس الأمريكي «بشكل متزامن» على بيع مقاتلات إف-16 إلى تركيا. كما طالب الحلفاء في الناتو بما في ذلك كندا برفع حظر الأسلحة المفروض على أنقرة.
ومن جهته، قال أوزغور أونلوهيسارسيكلي، مدير مكتب أنقرة في مؤسسة صندوق مارشال الألماني الأمريكي، لوكالة فرانس برس، إنّ «عضوية السويد في الحلف الأطلسي ومبيعات طائرات إف-16 إلى تركيا سيتم التعامل معها بالتنسيق إلى حد ما». وتأثرت القوات الجوية التركية بسبب استبعاد أنقرة من برنامج المقاتلات الهجومية المشتركة «إف-35» بقيادة الولايات المتحدة في العام 2019. وجاء ذلك رداً على قرار أردوغان الحصول على نظام دفاع جوي روسي يعتبره الناتو تهديداً أمنياً. وتعهّدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مراراً المضي قدماً في بيع طائرات «إف-16» بقيمة 20 مليار دولار لأنقرة، غير أنّ المشرّعين منعوها بسبب مخاوف بشأن انتهاكات تركيا المفترضة لحقوق الإنسان والتوترات السابقة مع اليونان. وفي هذا الإطار، قال أونلوهيسارسيكلي «لا يوجد إجماع قوي في البرلمان بشأن عضوية السويد في الحلف الأطلسي، ولا في الكونغرس الأمريك ي بشأن بيع طائرات إف-16 لتركيا». (وكالات)