الشارقة: مسعد عبد الوهاب
كرّمت مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة شركاءها الاستراتيجيين والداعمين لمسيرة نجاحاتها طوال عام كامل، في حفل أقيم أمس الأول في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة، وأُعلن خلاله عن قرب تدشين مركز الشارقة الأولمبي لرياضة المرأة في منطقة الفلاح في الشارقة، بغرض تدريب الألعاب الفردية المدرجة في نادي الشارقة الرياضي للمرأة، وتم تشييده باعتماد من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، للارتقاء بمستوى اللاعبات، وسيستخدم لغرض التدريب فقط بغية تطوير المستويات على ميادين وملاعب تدريب مشيدة وفق المعايير الأولمبية المعتمدة مزودة بأحدث الأجهزة.
حضر الحفل حنان المحمود نائب رئيس مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، وحشد من قيادات العمل الرياضي تقدمهم عيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي، واللواء «م» ناصر عبد الرزاق الرزوقي رئيس الاتحادين الآسيوي والإماراتي للكاراتيه نائب رئيس الاتحاد الدولي، وممثلو مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، ومؤسسة ربع قرن، والاتحادات الرياضية والمؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة الداعمة لمسيرة نجاحات المؤسسة ونادي الشارقة لرياضة المرأة، تثميناً لدورهم وجهودهم الكبيرة في دعم المسيرة الحافلة للمؤسسة على الصعد كافة وتطبيقاً لأهدافها الاستراتيجية الرامية لتكوين علاقات شراكة مستدامة مع المؤسسات تخدم تطور رياضة المرأة، واستهل الحفل بعرض مرئي للاعبات النادي أثناء تتويجهن بالميداليات على المستويين المحلي والدولي.
وأكدت حنان المحمود أن الدعم والمتابعة من قبل قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، يقفان وراء الإنجازات المرموقة التي تحققت على المستويات كافة، مشيرة إلى حرص سموها على تبوُّؤ بنات الإمارات مكانتهن على منصات التتويج الدولية كافة.
البداية قبل 40 عاماً
وأضافت: منذ أكثر من 40 عاماً، تأسس أول ناد للمرأة بالشارقة عام 1982 تحت مسمى نادي المنتزه للفتيات، ومنذ هذا التاريخ بدأت مسيرة رياضة المرأة بالشارقة بتشكيل أوائل الفرق الرياضية، مروراً بمحطات محلية، خليجية، وعربية، إلى أن وصلت بطلاتنا إلى منصات التتويج العالمية.
وأشارت: تعلمنا من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي أن الدقة في التفاصيل هي أساس الجودة، وأن الوقوف على العمل الميداني أساس النجاح، لأن سموها لا تكتفي بالتقارير الدورية، ولكنها تتابع عن قرب كافة التفاصيل الخاصة باللاعبات وتطورهن، وتبارك فوزهن، وتشجعهن على مواصلة مشوار تميزهن، وتشاطر فرحتهن بكل ميدالية تزين أعناقهن.
وكشفت حنان المحمود عن اقتراب افتتاح مركز الشارقة الأولمبي لرياضة المرأة قريباً، والذي تم تأسيسه بمواصفات أولمبية ووفق أعلى المعايير والمواصفات المعتمدة أولمبياً، وأضافت: «وصلنا المراحل الأخيرة، وبلغت نسبة الإنجاز 98%، كما تم استلام غالبية المعدات والأدوات الرياضية اللازمة للتشغيل، ونتوقع أن نتسلم المركز في منتصف شهر يناير المقبل 2024، والمركز مخصص لأغراض التدريب فقط للاعبات من كافة المراحل السنية من 6 سنوات حتى مرحلة السيدات، وسيعالج 70% من المشاكل الفنية التي نعانيها حالياً مع الفرق، سواء من ناحية المرافق أو الإشكاليات اللوجستية، مما سيؤدي إلى رفع مستوى الأداء، بما يتضمنه من مرافق تخصصية، كما يتميز بقرب المسافة بين بيوت اللاعبات والطاقمين الإداري والفني والطبي نظراً لتميز موقعه في منطقة الفلاح».
وأضافت: «عيوننا على أولمبياد 2032، ولدينا استراتيجية ل10 سنوات مقبلة، وضعناها في 2022، على أن يكون طموحنا في 2032 التأهل، وليس انتظار بطاقة الدعوة للمشاركة في الأولمبياد، وهذا يعني أننا نسابق الزمن من أجل هذا الإنجاز، وهذا لا يعني أننا نغفل 2028، حيث نركز حالياً على بعض الألعاب مثل الرماية والمبارزة، لكن المخطط الطويل والمميز الذي نعمل عليه بمنتهى القوة هو التركيز على بناتنا الصغار».
إنجازات وألقاب
واستعرضت نائبة رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة إنجازات نادي الشارقة الرياضي الموسم المنصرم، مشيرة إلى ارتفاع رصيد الميداليات المحققة إلى 341 ميدالية ملونة، ورفد المنتخبات الوطنية ب42 لاعبة في 7 ألعاب، كما استندت استراتيجية الارتقاء بالعمل الفني في النادي إلى عدة مشاريع، كان أهمها الارتقاء بمستوى الطاقم التدريبي، وتحديد خطة المشاركات الخارجية، والاستثمار في معدات متطورة، علاوة على تقديم المكافآت التشجيعية، وتفعيل قسم الطب الرياضي والرعاية الصحية، والإعداد الذهني، التغذية الصحية، العلاج الطبيعي، وأخيراً التركيز على المراحل السنية من استقطاب وتطوير وتنظيم للبطولات والمسابقات.
واستحدثت المؤسسة مشروعاً تكاملياً مع مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، تحت شعار «فتيات اليوم بطلات الغد»، وهدفه توسيع قاعدة ممارسة الرياضة، وانتقاء المواهب الرديفة للنادي، واختتمت المرحلتين الأولى والثانية من المشروع بأكثر من 1500 منتسبة، تعرفن على 6 رياضات بإمكانهن الاستمرار بممارستها ضمن مراكز ربع قرن المتمثلة في مراكز أطفال الشارقة وسجايا، فتيات الشارقة، بينما تم اختيار وتسجيل 115 لاعبة منهن للانتساب للنادي واستكمال مشوارهن الرياضي نحو الاحتراف.
أكبر تظاهرة عربية
تستعد إمارة الشارقة لتنظيم أكبر تظاهرة رياضية نسائية في المنطقة. فبعد ستة أسابيع تحتضن الشارقة النسخة السابعة من دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، التي تستقبل خلالها قرابة 1000 ضيفة وضيف من جميع أنحاء الوطن العربي لتتبارى اللاعبات في 8 رياضات في ملاعب الإمارة الباسمة من خورفكان إلى البطائح، تحقيقاً لرؤية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي التي رسمتها عندما شكلت أول فريق رياضي نسائي في الدولة، سعياً نحو اليوم الذي تتنافس فيه الرياضيات الإماراتية عربياً على ملاعب يملأها الاعتزاز والعزيمة.