غزة – أ ف ب
يشن الجيش الإسرائيلي الجمعة، قصفاً على جنوبي قطاع غزة، فيما ينتظر وصول وفد من حماس إلى مصر للبحث في وقف لإطلاق النار يشمل أيضاً إطلاق سراح إسرائيليين تحتجزهم الحركة منذ السابع من أكتوبر.
وكثفت القوات الإسرائيلية الخميس/الجمعة ضرباتها في قطاع غزة، خصوصاً في رفح، حيث هرع فلسطينيون نحو أكوام من الأنقاض بحثاً عن ناجين.
وقال تيسير أبو العيش : «كنا جالسين بهدوء في المنزل وفجأة سمعنا انفجاراً قوياً وبدأ حطام يتساقط علينا».
وأضاف: «الشقة دمرت بالكامل وبناتي كن يصرخن، هناك كثير من الضحايا، نحاول إخراج الجيران من تحت الأنقاض، لكن ثمة شهداء».
محادثات في القاهرة
وينتظر الجمعة، وصول وفد من حماس إلى القاهرة لمناقشة خطة مصرية تشمل ثلاث مراحل تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات المحتجزين لدى حماس في مقابل إطلاق فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى التوصل لوقف الأعمال القتالية التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وخلّف هجوم حماس غير المسبوق نحو 1140 قتيلاً استنادا إلى الأرقام الإسرائيلية، كما جرى خلال الهجوم أخذ نحو 250 محتجزاً لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة وفق إسرائيل.
وتشن إسرائيل منذ ذلك قصفاً مكثفاً على القطاع المحاصر أعقبته باجتياح بري ما خلف أكثر من 21 ألف قتيل معظمهم نساء وأطفال.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة: إن «حصيلة العدوان الإسرائيلي في غزة ارتفعت إلى 21320 شخصاً».
وفي القاهرة سينقل وفد حماس إلى المصريين «رد الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم» حسب ما قال مسؤول في الحركة لـ«فرانس برس» طالباً عدم كشف هويته.
وأضاف المسؤول أن هذه الملاحظات تتعلق خصوصاً بطرائق عمليات التبادل المرتقبة وبعدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة.
من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع الخميس، في تل أبيب مع عائلات المحتجزين: «نحن على اتصال مع الوسطاء في هذه اللحظة، لا أستطيع تقديم مزيد من التفاصيل، نحن نعمل على إعادتهم جميعاً، هذا هدفنا».
خطر جسيم
وأكد تجمع نير عوز السكاني جنوبي إسرائيل الخميس، وفاة رهينة إسرائيلية أمريكية كانت محتجزة منذ الهجوم الذي شنته حماس.
وقال التجمع في بيان إن جوديث واينستاين حاغاي أصيبت خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر وتوفيت متأثرة بجروحها.
تعتبر واينستاين حاغاي أكبر سيدة محتجزة لدى حماس في غزة؛ إذ كانت تبلغ 70 عاماً وهي أم لأربعة وجدة لسبعة وكانت معلمة للغة الإنجليزية متخصصة في العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ومن يعانون مشاكل في التركيز، حسب البيان.
واحتجزت مع زوجها غاد حاغاي (73 عاماً) الذي أعلن السبت، مقتله في تشرين الأول/أكتوبر، وما زالت جثتاهما في قطاع غزة.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من خطر جسيم يواجهه سكان غزة.
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون إصابات فظيعة وجوعاً حاداً والمعرضين لخطر شديد للإصابة بأمراض.
ولا تصل المساعدات الإنسانية التي تسيطر إسرائيل على دخولها إلى غزة سوى بكميات محدودة جداً على الرغم من قرار لمجلس الأمن دعا في 22 كانون الأول/ديسمبر جميع الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق.
واستناداً إلى أرقام الأمم المتحدة، أرغم 1,9 مليون شخص يمثلون 85% من سكان غزة على النزوح بسبب المعارك فيما يخيم شبح مجاعة على القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة في ظل حصار إسرائيلي مطبق.
في الأيام الأخيرة ومع تكثيف العمليات في خان يونس (جنوب) ووسط غزة نزح ما لا يقل عن 100 ألف شخص باتجاه رفح، حسبما أكد مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة نقلاً عن تقديرات «جهات إنسانية فاعلة على الأرض».
وقالت فرانشيسكا ألبانيزي مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية: إن «ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، خصوصاُ في غزة، هو وحشية». وأضافت عبر منصة إكس: «إن تهاون الغرب يتحول إلى تواطؤ».
توسع نطاق الحرب
لا تزال المخاوف من توسع الحرب في المنطقة قائمة خصوصاً مع تبادل القصف على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله والهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وبحر العرب.
وتحدث الجيش الإسرائيلي عن عمليات قصف من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، حيث دوت صافرات الإنذار مرات عدة بعد ظهر الخميس، وأعلن شن ضربات على «مواقع» لحزب الله.
واستهدف قصف إسرائيلي الخميس، مناطق في دمشق وجنوب سوريا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع السورية ووسائل إعلام رسمية.
وأسقطت البحرية الأمريكية الخميس في جنوب البحر الأحمر مسيّرة وصاروخاً بالستياً مضاداً للسفن أطلقهما الحوثيون في اليمن حسبما أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم).
أقرأ أيضاً: