عواصم – «الخليج»- وكالات:
أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الأربعاء، أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يفرض حلاً للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، لأن الطرفين المتحاربين غير قادرين على التوصل إلى اتفاق، فيما نددت واشنطن وباريس بتصريحات «استفزازية» لوزيرين إسرائيليين متطرفين عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، في حين أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوفد من الكونغرس الأمريكي أن الأولوية في غزة لوقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات، بينما أبلغت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» القاهرة بوقف المفاوضات مع إسرائيل بعد اغتيال قيادي «حماس» صالح العاروري، كما أبلغت مصر بدورها إسرائيل تجميد وساطتها بشأن صفقة تبادل جديدة للأسرى والمحتجزين.
وقال بوريل في كلمة ألقاها خلال مؤتمر دبلوماسي في لشبونة: «ما تعلمناه على مدى الثلاثين عاماً الأخيرة، وما نتعلمه الآن من المأساة في غزة، هو أن الحل يجب فرضه من الخارج»، محذراً أيضاً من أنه «إذا لم تنته هذه المأساة قريباً، فقد ينتهي الأمر باشتعال الوضع في الشرق الأوسط بأكمله». وأكد أن «السلام لن يتم بشكل دائم إلا إذا انخرط المجتمع الدولي بشكل مكثف لتحقيقه وفرض حل» في إشارة إلى جهد تشارك فيه «الولايات المتحدة والأوروبيون والعرب». وأضاف في مؤتمر صحفي عقب كلمته «ما حدث يوم الثلاثاء مع مقتل أحد قادة حماس هو عامل إضافي قد يتسبب في تصعيد النزاع».
وكتب وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير ليل الثلاثاء عبر منصة إكس: «الولايات المتحدة هي أفضل أصدقائنا، لكننا سنقوم قبل كل شيء بما هو لصالح دولة إسرائيل: هجرة مئات الآلاف من غزة ستسمح للسكان في الغلاف (البلدات الإسرائيلية القريبة من حدود القطاع) بالعودة إلى منازلهم والعيش بأمان وستحمي جنود» الجيش الإسرائيلي. وأتى موقف بن غفير بعيد انتقاد وزارة الخارجية الأمريكية تصريحات سابقة له ولزميله وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، تدعو إلى نقل سكان غزة إلى خارج القطاع الفلسطيني.
وقال الناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر في بيان إنّ «الولايات المتحدة ترفض التصريحات الأخيرة للوزيرين»، معتبراً أنها «تحريضية وغير مسؤولة». وأوضح أن «الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أبلغتنا مراراً أنّ هذه التصريحات لا تعكس موقف الحكومة الإسرائيلية»، مؤكدا أن واشنطن تعتبر «غزة أرضاً فلسطينية وستبقى أرضاً فلسطينية».
وكان بن غفير قال الاثنين إنّ «الترويج لحلّ يشجّع على هجرة سكّان غزّة ضروري. إنّه حلّ صحيح وعادل وأخلاقي وإنساني»، معتبراً أن خروج الفلسطينيين من قطاع غزة من شأنه أن يفتح أيضاً الطريق أمام إعادة إنشاء مستوطنات يهودية. وأتى ذلك غداة دعوة سموتريتش إلى عودة المستوطنين اليهود إلى القطاع بعد نهاية الحرب الإسرائيلية على غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
كما نددت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الأربعاء، بالتصريحات «الاستفزازية» التي أدلى بها وزيران إسرائيليان يدعوان إلى «هجرة» الفلسطينيين من قطاع غزة وإعادة بناء مستوطنات على هذه الأراضي الفلسطينية. وقالت الوزارة في بيان إن «فرنسا تدين تصريحات وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير» داعية إسرائيل إلى «الامتناع عن مثل هذه التصريحات الاستفزازية التي تعتبر غير مسؤولة وتغذي التوترات».
من جهة أخرى، أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وفداً من الكونغرس الأمريكي أن الأولوية الراهنة «تتمثل في التوصل إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين ونفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات الكافية لمواجهة المأساة الإنسانية التي يواجهها أهالي» قطاع غزة. وأضاف بيان رئاسي مصري أن السيسي أكد أهمية «العمل المكثف والمسؤول لتجنب عوامل اتساع نطاق الصراع في المنطقة، لما لذلك من تبعات خطيرة على السلم والأمن الإقليميين والدوليين». وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، أكد خلال لقائه وفد الكونغرس، ضرورة وقف استهداف المدنيين وعنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين، مشدداً على أولوية وحتمية التوصل لوقف فوري وشامل لإطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الكافية إلى القطاع.