أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، خلال زيارة إلى مصنع للأعتدة العسكرية، بزيادة إنتاج قاذفات الصواريخ البالستية، استعداداً لـ«مواجهة عسكرية» مع كوريا الجنوبية والولايات المتّحدة.
وأتى ذلك في يوم أطلقت بيونغ يانغ أكثر من 200 قذيفة مدفعية قرب جزيرتين كوريتين جنوبيتين، ما دفع بسيؤول إلى إجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية على إحداهما.
وهنأ كيم عدداً من المسؤولين في المصنع، مؤكّداً أنّهم «تجاوزوا الهدف الذي حدده مسؤولون في الحزب عام 2023» لإنتاج قاذفات الصواريخ، على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الجمعة.
وأشارت الوكالة إلى أنّ الزعيم الكوري الشمالي أشاد أيضاً بـ«جهود هؤلاء المسؤولين المتواصلة لإنجاز هدف جديد مرتبط بالإنتاج في العام 2024»، من دون التطرق إلى الأرقام التي يتوقّعها النظام للعام الجديد.
وأكد كيم جونغ أون أن مصانع مماثلة للأسلحة ضرورية «لتعزيز قدرات كوريا الشمالية الدفاعية».
وكان البيت الأبيض أعلن الخميس، أنّ بيونغ يانغ زوّدت موسكو صواريخ بالستية وقاذفات لهذه الصواريخ استخدمها الجيش الروسي أخيراً في موجة الهجمات التي شنّها على مدن أوكرانية.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين: «تفيد معلوماتنا بأنّ كوريا الشمالية زوّدت روسيا أخيراً أنظمة إطلاق صواريخ بالستية، بالإضافة إلى صواريخ بالستية عدة».
وأشار إلى أنّ القوات الروسية أطلقت على أوكرانيا في 30 كانون الأول/ديسمبر و2 كانون الثاني/يناير صواريخ بالستية من تلك التي زوّدتها بها كوريا الشمالية.
وعلى غرار حليفتها بيونغ يانغ، تخضع موسكو لعقوبات دولية، وفرضت الأسرة الدولية عقوبات على كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي والبالستي، في حين فرضت عقوبات على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
- «خطورة الوضع»
وفي صورة نشرتها وكالة الأنباء الرسمية، ظهر كيم جونغ أون إلى جانب ابنته خلال زيارته المصنع؛ حيث شدد على «خطورة الوضع الراهن، وضرورة أن تكون كوريا الشمالية مستعدة بصورة كبيرة لأي مواجهة عسكرية».
وبدأت الكوريتان عملية تقارب في العام 2018، تخللتها ثلاثة اجتماعات بين كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي آنذاك مون جاي اين.
إلا أنّ العلاقات بين الكوريتين تدهورت إلى أدنى مستوياتها هذا العام، بعد إطلاق بيونغ يانغ قمراً اصطناعياً للتجسس، مما دفع سيؤول إلى تعليق جزئي لاتفاق عسكري توصّل إليه الطرفان في 2018 ويرمي إلى نزع فتيل التوتر بينهما.
وفي نهاية الاجتماع السنوي الذي عقدته اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في كانون الأول/ديسمبر، أمر كيم بتسريع الاستعدادات العسكرية لـ«حرب» قد تقع «في أي وقت» في شبه الجزيرة.
وأجرت كوريا الشمالية في العام 2023 عدداً قياسياً من تجارب الصواريخ البالستية، في انتهاك لعدد كبير من قرارات الأمم المتحدة التي تمنع بيونغ يانغ من تطوير هذه التكنولوجيا.
وشهد العام المنصرم أيضاً إطلاق بيونغ يانغ أول قمر اصطناعي للتجسّس العسكري، واختبارها بنجاح صاروخ هواسونغ-18، أقوى صاروخ بالستي عابر للقارات في ترسانتها، وتكريسها في دستور البلاد وضعها كقوة نووية.