شنت إسرائيل، أمس السبت، ضربات جديدة على قطاع غزة، أوقعت عشرات الضحايا المدنيين بالتزامن مع معارك ضارية خصوصاً في جباليا وخان يونس، بينما علق الجيش الإسرائيلي في كمائن إضافية كبدت جنوده مزيداً من الخسائر، بينما لم يستبعد البيت الأبيض أن تستمر الحرب في القطاع حتى نهاية 2024.
واستمرت الحرب الإسرائيلية على غزة لليوم ال92، وسط قصف مستمر على جميع أنحاء القطاع ومواجهات بين فصائل فلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة بريًا. وقصف الجيش الإسرائيلي منطقة دير البلح بسلسلة من الغارات استهدفت منازل المدنيين، ما أدى إلى مقتل 15 شخصاً على الأقل، بينما استهدفت ضربات جوية مدينة رفح في الطرف الجنوبي من القطاع حيث لجأ مئات آلاف الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة محاولين الفرار من الاشتباكات.
ووفق آخر إحصائية لوزارة الصحة في القطاع، ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 22 ألفاً و722 قتيلاً و58 ألفاً و166 مصاباً منذ 7 أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة إن القوات الإسرائيلية ارتكبت 12 مجزرة بحق العائلات راح ضحيتها 122 قتيلاً و256 إصابة خلال 24 ساعة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن الجيش الإسرائيلي نبش 1100 قبر في مقبرة التفاح شرق غزة، وسرق 150 جثة. وقال شهود عيان إن عدد الجثث التي تم التنكيل بها وإخراجها من قبورها كبير للغاية. وارتكب الجيش الإسرائيلي، مجزرة بحي المنارة في خان يونس. واستهدفت غارة منزلاً يقطنه نازحون من الشمال أدّت إلى مقتل 18 شخصاً، فيما شهد جنوب قطاع غزة قصفاً إسرائيلياً عنيفاً في محيط المستشفى الأوروبي.
وبموازاة ذلك، استمرت المعارك البرية بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، وقالت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية ل«حماس»، و«سرايا القدس» التابعة لحركة «الجهاد»، إن مقاتليهما قنصوا جنوداً ودمروا عدداً من الآليات العسكرية. وقالت«كتائب القسام» إن مقاتليها أجهزوا على قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 8 جنود من نقطة صفر، بعد إيقاعهم في كمين محكم وسط منطقة بني سهيلا شرق خان يونس. وأضافت الكتائب أنها قتلت أحد الجنود بعد وضع فوهة البندقية في ظهره خلال دخوله لأحد المنازل لتفقده، ثم اشتبكت مع بقية أفراد القوة بالأسلحة والقنابل اليدوية.
وفيما يواجه مجلس الحرب الإسرائيلي تصدعاً بسبب غياب الأفق في هذه الحرب، قال بريت ماكجورك، منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن البيت الأبيض لا يعرف متى تخطط إسرائيل للتحول إلى مرحلة أقل حدة من حربها في قطاع غزة، مضيفاً أن الحرب قد تستمر حتى نهاية هذا العام.
وعقد ماكجورك إحاطة عبر تقنية «زووم» مع عدد من الخبراء، الخميس الماضي، ناقش خلالها تفكير إدارة الرئيس جو بايدن بشأن الصراع المحتدم. ونقلت مجلة «بوليتيكو» عن ثلاثة أشخاص مطلعين على المحادثة التي استمرت 45 دقيقة، وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن ماكجورك كان صريحاً بشأن ما تعرفه الولايات المتحدة وما لا تعرفه عن مجريات الحرب في غزة.
وفي تل أبيب، أعرب وزراء إسرائيليون عن اعتقادهم بأن حكومة الطوارئ لن تصمد طويلاً، وستنهار في وقت قريب، على خلفية المشادات الحادة التي وقعت خلال اجتماع مجلس الوزراء للشؤون السياسية والأمنية، الخميس الماضي، والتي فاقمت بعد ذلك الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقيادة الجيش من جهة، وبين عضو مجلس الحرب بيني غانتس، الذي يتوقع أن يستقيل لاحقاً.
وقال وزراء كبار لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية «كان» إن نتنياهو وأعضاء في الحكومة، يحاولون بالفعل بناء رواية، تلقي بالمسؤولية على رئيس الأركان هرتسي هليفي، وعلى جهاز «الشاباك» وكبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية، في الإخفاق يوم 7 أكتوبر وأصبحوا يتصرفون في مجلس الوزراء وفق ذلك.
واتهم أحد وزراء الحكومة نتنياهو بالتخطيط للهجوم الذي وقع في جلسة الخميس على رئيس الأركان، وقال إن الهجوم كان مخططاً له من قبل نتنياهو ووزراء «الليكود»، وإنه (نتنياهو) لم ينطق بكلمة أثناء تبادل الصراخ بين وزراء وبين رئيس الأركان، واكتفى بعد ذلك بالإعلان عن إغلاق الاجتماع وأنه سيكون هناك اجتماع متابعة. (وكالات)