متابعة: ضمياء فالح
حصدت نجمة رمي الرمح الأولمبية فاطمة وايتبريد، أول إنجليزية تفوز بالميدالية الفضية والبرونزية في رمي الرمح ببطولة أوروبا 1986، جائزة BBC لشخصية عام 2023 للعمل الخيري.
قصة هذه البطلة ملهمة جداً، فقد تخلت عنها أمّها التركية في قبرص، وتركتها وهي رضيعة في شقة بحي ستوك نيونجتن شمال لندن وأنقذها الجيران، وأمضت 14 عاماً من حياتها في دار أيتام.
تعرفت فاطمة إلى والدتها بسن الخامسة، وكانت تصطحبها من حين إلى آخر للمنزل، وفي إحدى المرات تعرضت للاغتصاب على يد صديق والدتها، وتفوقت فاطمة في الرياضة، وقررت مدربتها مارجريت وايتبريد تبنيها بسن ال16.
فاطمة (62 عاماً) رحل عنها زوجها ريان في 2007، ولديها ابنها ريان (25 عاماً)، ومؤسستها الخيرية، ويقول عنها ابنها: «عزمها على النجاح مولود من إرادتها في النجاة».
انكبت فاطمة على الرياضة؛ لأنها كانت وسيلتها للنجاة، وتقول: «أحببت الانضباط في الرياضة والروتين اليومي، وكنت الكابتن في جميع الرياضات، أشجّع وأدعم وأطالب بحقوق اللاعبين أمام الحكام. شاهدت في إحدى المرات شاباً وسيماً يحمل الرمح، وشعرت بالاهتمام، لكنني قلت سأنتظر حتى مجيء المدرب لأطلب منه تجربة الرمح. جاءت المدربة وتبيّن أنها حكم كرة الطائرة التي صرخت عليها قبل قليل، لذا قلت في نفسي لن تعطيني الرمح أبداً، لكنها أعطتني إياه. كان اسمها وايتبريد، وأصبحت مدربتي وأمي، وقد حملت اسمها وبفضلها كنت رياضية».
أدركت فاطمة بسن ال18 أنها ستنجح في حياتها عندما فازت ببطولة ناشئين أوروبية عام 1979 وتضيف: «لم أنظر للماضي أبداً، كنت أفوز وأحصل على الجوائز المالية لأعيل نفسي. عرض علي لعب الجولف عندما كنت بسن ال16، وكنت سأحصل على 60 ألف إسترليني سنوياً، لكنني رفضت؛ لأنني كنت للتوّ قد حصلت على فرصة التبني، ولم أكن مستعدة لترك دفء العائلة لأشارك في بطولات خارجية».