يأمل مانشستر سيتي، حامل لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم، مواصلة صحوته في أولى مبارياته في العام 2024، وتشديد الخناق على ليفربول المتصدر عندما يحل ضيفاً على نيوكاسل، السبت، في المرحلة الحادية والعشرين، في حين يطمح القطب الآخر للمدينة يونايتد، إلى تفادي خسارة جديدة عندما يستضيف توتنهام في مواجهة صعبة.
في المواجهة الأولى، يسعى مانشستر سيتي لمواصلة انتفاضته منذ عودته من السعودية متوجاً بلقب مونديال الأندية للمرة الأولى في تاريخه، رافعاً غلّته من الألقاب إلى خمسة في الموسم الماضي، حيث حقق فوزين متتاليين، واضعاً حداً لنتائجه المخيّبة قبل سفره إلى السعودية عندما اكتفى بفوز واحد في ست مباريات متتالية، (4 تعادلات وخسارة واحدة).
واستغل رجال المدرب الإسباني، بيب غوارديولا، خسارة أرسنال لمباراتين متتاليتين، وانتزعوا منه المركز الثالث وباتوا على بعد نقطتين من أستون فيلا الثاني، وخمس نقاط عن ليفربول المتصدر، علماً بأن سيتي يملك مباراة مؤجلة، ما يُنذر المنافسين بإمكانية تكرار سيناريو الموسم الماضي، حين كان البطل متخلّفاً عن أرسنال المتصدّر، قبل أن يسبقه في المراحل الأخيرة.
وسيحاول سيتي الاستفادة من خوض ليفربول لمباراته مع مضيفه بورنموث 20 يناير/ كانون الثاني الجاري كي يضعه تحت الضغط بتقليص الفارق بينهما إلى نقطتين، والأمر ذاته بالنسبة الى أستون فيلا الثاني بفارق 3 نقاط خلف الريدز حيث سيحاول اللحاق بهم في حال فوزه على مضيفه إيفرتون، الأحد.
ولن تكون الـ«فورمة» القويّة وحدها التي تُعطي سيتي دفعة معنوية لاستكمال النتائج الإيجابية، بل أيضاً عودة النجم البلجيكي كيفن دي بروين، الذي خاض أولى مبارياته من دكة البدلاء في الشوط الثاني من المباراة أمام هادرسفيلد التي انتهت بفوز كاسح 5-0 ضمن الدور الثالث لمسابقة كأس إنجلترا، الأحد.
وتوج دي بروين عودته سريعاً بصناعة هدف لمواطنه جيريمي دوكو، العائد بدوره لأوّل مرة منذ بداية ديسمبر/ كانون الأوّل بعد تعافيه من الإصابة.
وحده النروجي إرلينغ هالاند، يبقى السلاح الأبرز الغائب عن تشكيلة غوارديولا، لكنّه بات قريباً من العودة بعد الإصابة التي غيّبته عن آخر ثماني مباريات، من بينها مونديال الأندية.
وقال المدرب الإسباني إن «كيفن، هالاند وفيل (فودن)، هؤلاء اللاعبون يفوزون لنا بالمباريات، ولهذا هم مهمّون جداً بالنسبة إلينا».
ولن تكون مهمّة سيتي، الطامح لأن يُصبح أول نادٍ يُحقق اللقب أربع مرات متتالية، سهلة أمام نيوكاسل، على الرغم من التخبّط الذي يعيشه أصحاب الأرض في الفترة الأخيرة.
وخسر الفريق خمساً من مبارياته الست الأخيرة في الدوري، وتراجع إلى المركز التاسع، بعدما خرج خالي الوفاض من مسابقة دوري أبطال أوروبا أيضاً.
لكّن مدربه إدي هاو الذي يعاني غياب بعض اللاعبين بسبب الإصابات، في الشهر الماضي، استعاد عدداً من المفاتيح الرئيسية في تشكيلته، مُحققاً فوزاً مريحاً على سندرلاند 3-0 في مسابقة الكأس، موقفاً سلسلة النتائج المخيّبة.
واللافت في المباراة أنها بين فريقين لا يغيب عن صفوفهما أي لاعب للمشاركة في كأس آسيا (تنطلق اليوم)، أو كأس الأمم الإفريقية (غداً)، حتّى 12 فبراير/ شباط/، وهما فريقان من ثلاثة فقط (إلى جانب بيرنلي)، في الدوري الإنجليزي لا يملكون لاعبين دوليين في البطولتين.
- صراع مستمر على الصدارة
ويعلم أستون فيلا الثاني أن أي تعثّر جديد سيخدم سيتي عندما يحل ضيفاً على إيفرتون، الأحد، ولو أن فريق المدرب الإسباني أوناي إيمري لم يكن مرشّحاً للفوز باللقب بداية الموسم.
وفي ظل غياب ليفربول، حتى الاسبوع المقبل، سيحاول أستون فيلا كسب النقاط الثلاث، والعدوة إلى مشاركة الريدز في الصدارة.
ويلعب، الأسبوع المقبل، أيضاً أرسنال مع كريستال بالاس، وبرنتفورد مع نوتنغهام فوريست، وشيفيلد يونايتد مع وست هام، وبرايتون مع ولفرهامبتون.
لكنّ بقدر تعطّش فيلا إلى تحقيق الفوز، فإن إيفرتون يريد النقاط الثلاث أكثر منه، خاصة أنه في حال فوز لوتون تاون على بيرنلي الجمعة، سيتراجع إلى المراكز المهددة بالهبوط، بعد حسم 10 نقاط من رصيده لخرقه القواعد المالية للدوري الممتاز.
ويستفيد إيفرتون من خدمات مهاجمه دومينيك كالفرت-ليوين بعد إلغاء عقوبة إيقافه لثلاث مباريات بسبب طرده أمام كريستال بالاس في مسابقة الكأس.
- خسارة غير مقدور عليها
وكما نيوكاسل، تبدو آمال مانشستر يونايتد بالحصول على أحد المراكز الأربعة المؤهلة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، ضعيفة، بعد سلسلة من النتائج السلبية، وخسارة جديدة أمام ضيفه توتنهام قد تكون قاضية بالنسبة إلى مدربه الهولندي، إريك تن هاغ.
وفي حال السقوط مجدداً، سيُراكم يونايتد 10 خسارات في 21 مباراة ضمن الدوري، وهو الذي يبتعد أساساً بفارق 9 نقاط عن المركز الرابع.
لكنّ المواجهة في هذا التوقيت تحديداً، تبدو أسهل على «الشياطين الحمر»، بسبب غياب قائد وهداف ونجم توتنهام الدولي الكوري الجنوبي هيونغ-مين سون لمشاركته في كأس آسيا، إضافة إلى لاعبَين أساسيين آخرين، هما السنغالي باب ماتار سار، والمالي إيف بيسوما، في حين لا يغيب عن صفوف المضيف سوى المغربي سفيان أمرابط، في ما يبقى الحارس الكاميروني أندريه أونانا لهذه المواجهة تحديداً قبل السفر إلى ساحل العاج، مستضيفة البطولة الإفريقية.
ولن يتحمّل تن هاغ المزيد من الانتقادات في حال استمرار النتائج السلبية، خاصة عقب انتقال المهاجم جايدون سانشو الخميس إلى بوروسيا دورتموند الألماني على سبيل الإعارة حتّى نهاية الموسم، في الوقت الذي اعتبر فيه قسم من المشجّعين أن المدرب لم يتمكّن من الاستفادة من خدمات أحد نجوم أوروبا الصاعدين.
ومن المتوقع أن تكون المباراة تحت أنظار رئيس شركة الكيماويات العملاقة إينيوس جيم راتكليف الذي اشترى حصة 25% من أسهم النادي مقابل 1.3 مليار دولار حيث سيتولى إدارة عمليات كرة القدم في النادي.
وبعد اجتماعٍ بين الرجُلين في 4 يناير/كانون الثاني الجاري، قال تن هاغ: «لقد كان (الاجتماع) إيجابياً جداً. عقدنا اجتماعاً طويلاً لساعات عدّة، حيث جلسنا معاً وتحدّثنا عن مشكلات عدة نتفق عليها، وذلك كان إيجابياً للغاية».
وأضاف: «أعتقد أنه كان اجتماعاً بنّاء للغاية من الجانبين، ونحن نتطلع إلى العمل معهم (إينيوس)».
ويبرز، السبت، أيضاً الديربي اللندني بين تشلسي وجاره فولهام على ملعب ستامفورد بريدج، حيث يسعيان إلى محو خسارتيهما في ذهاب نصف نهائي كأس الرابطة، الأول أمام مضيفه ميدلزبره من المستوى الثاني (تشامبيونشيب) 0-1، والثاني أمام مضيفه ليفربول 1-2.