اعتمد مجلس الأمن الدولي قراراً يطالب جماعة الحوثيين ب«الوقف الفوري» لهجماتها على السفن في البحر الأحمر، ودعا إلى «معالجة جذور» الوضع «بما في ذلك الصراعات التي تساهم في التوترات الإقليمية»، فيما رفضت الجماعة القرار، وقالت إنها مستمرة في مهاجمة السفن ذات العلاقة بإسرائيل.
وطالب القرار، الذي صاغته الولايات المتّحدة واليابان، واعتمده المجلس بأغلبية 11 عضواً، وامتناع أربعة أعضاء عن التصويت «بأن يضع الحوثيون فوراً حدّاً» للهجمات «التي تعرقل التجارة الدولية، وتقوّض حقوق وحريات الملاحة، وكذلك السلم والأمن في المنطقة». كما طالب المجلس الحوثيين بإطلاق السفينة «غالاكسي ليدر»، وطاقمها التي تم احتجازها في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. والدول التي امتنعت عن التصويت، هي روسيا والصين والجزائر وموزمبيق.
وينص البند الرئيسي في القرار على حق الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وفقاً للقانون الدولي، في «الدفاع عن سفنها من الهجمات، بما في ذلك تلك التي تقوض الحقوق والحريات الملاحية».
وقالت المندوبة الأمريكية، ليندا توماس جرينفيلد «يمثل التهديد للحقوق والحريات الملاحية في البحر الأحمر تحدياً عالمياً يتطلب رد فعل عالمياً».
من جهته، قال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا «لا يسعنا إلا أن نشعر بالقلق إزاء الوضع الحالي في البحر الأحمر (…) لكنّنا قلقون من أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها يفضّلون، كما يحصل غالباً، اختيار حلّ أحادي الجانب بالقوة».
ويشير القرار الذي اعتمده مجلس الأمن إلى الانتهاكات «الواسعة النطاق» لحظر الأسلحة المفروض على الحوثيين، ويذكّر من ناحية أخرى بضرورة «احترام» جميع الدول الأعضاء «التزاماتها» في هذا الصدد و«يدين توفير أسلحة» للحوثيين المقرّبين من إيران.
ويدعو القرار أخيراً إلى «معالجة جذور» الوضع «بما في ذلك الصراعات التي تساهم في التوترات الإقليمية». وأرادت روسيا، التي اقترحت ثلاثة تعديلات لمشروع القرار تمّ رفضها جميعها، أن تضيف على وجه التحديد أنّ من بين العوامل التي تساهم في التوترات «الصراع في قطاع غزة».
وبموازاة ذلك، حذّر خبير في مجال النقل البحري، من أنّ حركة سفن الحاويات في البحر الأحمر تراجعت بنسبة 70 في المئة تقريباً منذ منتصف نوفمبر، بسبب هجمات الحوثيين. وقال عامي دانيال، مؤسّس ورئيس شركة «ويندوورد» التي تقدّم خدمات استشارية في مجال النقل البحري إنّ «بياناتنا تُظهر أنّه منذ الهجوم على «غالاكسي ليدر»، تضاعف ثلاث مرات عدد سفن الدحرجة (المتخصصة بنقل السيارات) التي تستخدم طريق رأس الرجاء الصالح» الواقع في أقصى جنوب قارة إفريقيا.
وفي المقابل، أكدت جماعة الحوثي، أمس الخميس، أنها مستمرة في استهداف السفن الإسرائيلية، أو المتجهة إلى إسرائيل، في تعليقها على قرار لمجلس الأمن الدولي دعاها إلى وقف هجماتها في البحر الأحمر.
وأمس الأول الأربعاء، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن استمرار الحوثيين في شن هجمات على ممرات الشحن التجارية في البحر الأحمر «سيكون له عواقب»، بينما أعلن الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن الإدارة الأمريكية لا تسعى إلى الصراع في البحر الأحمر، وتواصل اتصالاتها مع الجهات الفاعلة، الإقليمية والدولية.
وقال كيربي في تصريح صحفي، إن واشنطن «تتابع عن كثب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر»، وأضاف «نواصل العمل بشكل وثيق مع أعضاء مجلس الأمن الدولي لإظهار التضامن الدولي بشأن قضية هجمات الحوثيين». (وكالات)